البارت:34
مرت ستة أيام ،كانت هازان تفني كل وقتها للاهتمام بطفلها ناهيك عن القيام باشغال البيت،لاحظ ياغيز تعبها
و قال لها:لا داعي للقيام باشغال المنزل،إنه ليس من اختصاصك،ساكلم شركة التنضيف لإرسال احد .
قاطعته هازان:لا لا اريد ان يساعدني أحد
ياغيز باستغراب:لماذا؟ثم أنك تسهرين طول الليل مع جان،ستنهكين
هازان:لا اريد أن يدخل اي شخص هنا،فربما يكون جاسوسا و يسرق شيئا، فتشك بي
ضحك ياغيز عاليا و قال:انت فعلا مضحكة،فعدوى الشك قد أصابتك
هازان:لانني اعرفك جيدا فساكون اول المتهمين
نظر اليها بجدية و اقترب منها وقال:هل حقا انتي تعرفينني جيدا
ارتبكت هازان و رجعت إلى الوراء و قالت:أقصد اعرف انك تشك بكل الذين يحيطون بك
تنهد ياغيز وقال:و للأسف شكي يكون دائما في محله
كانت تعرف انه يقصدها،لم تدري بما تجيبه ،لكن صراخ ابنها انقذها فقالت:لابد انه جائع، سأرضعه ثم هرولت مسرعة الى غرفة ابنها.
عند المساء هاتف ياغيز هازان و امر بتجهيز حقيبة جان لانهم سيقضون عطلة الاسبوع بالقصر.كانت جد خائفة من عيون اصحاب القصر فهي يجب ان تاخذ حذرها لكي لا يشكو بشيء.جهزت اغراضها واغراض جان و انتظرته حتى أتى.حمل الحقيبتين و حملت هي جان وركبو السيارة متجهين الى القصر
استقبل كل من سيفينش و حازم حفيدهم بفرح و شوق عظيمين،لم يتركاه و لو للحظة،حتى سنان وسيلين حملوه و قبلوه،كان طفلا وسيما
قالت سيفينش:انه يشبهك ياغيز كثيرا،يبدو ان امه كانت تحبك كثيرا
نظر ياغيز الى هازان التي كانت واقفة تنتظر الأوامر لتاخذ الطفل منهم،فاشاحت عينيها عنه و قال:لا اعرف أمي ربما كان حبا من طرفها،اما من طرفي فقد كنت اتسلى فقط.
كانت كلماته قاسية كثيرا،خرقت قلبها كخنجر سام ادماه.شدت قبضتها و قالت:سيدة سيفينش ،اسمحيليدلكن موعد رضعته قد حانت
سيفينش:حسنا أحضري بيبرونته لكي ارضعه بنفسي
جفلت هازان و لم تعرف ماذا تقول نظرت نحو ياغيز لتستنجد به فانحنى نحو امه وقال :امي لا اريد ان تفسدي عادات ابني،ثم لقد سبق و قلت انه يعاني من حساسية الأمعاء وهي ممرضته و تعرف ما تفعله،لأن حليبه خاص كما هناك دواء عليه اخذه،لهذا لا احد يحاول ان يرضعه غيرها،اتفقنا
اعطته سيفينش الطفل و هي تقول:لقد نسيت ذالك،اعذرني .
اقفلت هازان باب الغرفة بالمفتاح و بدات بارضاعه حتى شبع ثم نام.و غفت هي أيضا.
افاقت على دق بالباب فتحته لتجده واقفا فقال:هل كنت نائمة؟
هازان :أجل غفوت قليلا،تجاوزها ودخل الى الغرفة لينظر الى ابنه الذي كان ناءما .قبل يديه الصغيرتين و التفت اليها
و قال:هيا انزلي الى تحت انه موعد العشاء
هازان:لكن من المفروض ان اتعشى بالمطبخ
ياغيز:لا تنسى انك ترضعين طفلي و ستاكلين مما ناكله نحن،ثم انك لست خادمة انك والدة طفلي
هازان مستغربة:انت تعتبرني والدة طفلك،متى نزل عليك هذا الحنان
ياغيز:ألله آلله، عندما اكون قاسي لا يعجبك الامر و الامر مثله عندما اكون حنون.انها حقيقة كونك والدة طفلي لا يمكن تغييرها للأسف، لكنها حقيقة نعلمها سوى انا وأنت. و الآن انزلي و لا تجاكرين مرة أخرى.