البارت:35
اقاما بالقصر مدة ثلاثة أيام، كانت هازان قد اعتادت و ألفت العيش هناك،فالكل يعاملها باحترام وحنان،كما ان عملها كان يقتصر على رعاية طفلها فقط مما كان يتيح لها الفرصة للنوم اكثر و الاسترخاء.و رغم إلحاح سيفينش و حازم على ابقاء جان هازان معهما لكنه رفض
و قال:اعدكما انني سيبقى عندكما من ليلية الجمعة الى صباح الإثنين، ففي كل نهاية عطلة سأحضره،لا يمكنني البتعاد عنه ولو ليوم واحد
سنان ممازحا:انظروا إليه و أخيرا أصبح حنونا
ياغيز:مالذي تقوله؟هل أنا لا أحب أحدا؟
سنان:أقصد ان أمي دائما تتحايل عليك لتأتي و لكنك تأبى بحجة العمل،و الآن انت لا تستطيع الاستغناء عن ابنك.فهل احسست بشعور أمي الآن
ضحك ياغيز واقترب من أمه و قبل يدها و قال:تعلمين أنني أحبك أمي .
سيفينش:أعلم ابني.هيا اذهب،حتى تأتي بأخر الاسبوع.
اوصل هازان وجان الى البلازا ثم انطلق بعدها إلى عمله.
بقيت هازان طول النهار وحدها،و ها قد حل الليل و لم يأتي ياغيز بعد،فبدات تفكر انه ربما لديه حبيبة و هو يقضي وقتا ممتعا معها،طردت تلك الافكار من راسها و قالت:ماشأني أنا به،ليفعل ما يشاء،المهم أن يتركني بقرب ابني فقط.نامت قليلا لكنها افاقت على صراخ جان،حملته و نيمته قربها و اطته ثديها ليرضع لكنها غفت من كثرة تعبها.
دخل ياغيز الى شقته بعد معاناة مع البورصة،لقد كان يوما رهيبا كمثل كل يوم إثنين. خلع جاكيطه و فتح باب غرفة ابنه،دخل فوجد جان نائما بجانب امه و احدى ثدييها عاري.انتفض لذالك المنظر،و احس بقلبه ينبض،فلطالما اشتاق للنوم على صدرها و تذوقه،لعن نفسه و ضعفه،و استجمع قواه،حمل طفله و وضعه بسريره،ثم التفت نحوها وغطاها،ثم تنهد وخرج.
هل الصباح،افاق ياغيز متأخرا،شرب قهوته بسرعة و انطلق الى شغله،لم يتكلم معها،بل و لم ينظر حتى نحوها،لم يرد ان يضعف أمامها. اما هي فاستغربت موقفه.
مرت ستة أشهر، كبر جان بسرعة ،كان كلما كبر ،كلما ازداد جمالا،كانت هازان تتعلق به اكثر فاكثر،و كلما تذكرت أنها ستضطر لتركه بعد سنة ونصف،تبكي دما.ذهبت لزيارة امها ستة مرات،كانت تترك الطفل بالقصر بعد اشباعه و تذهب،تمكث ساعتين و تعود.
كانت فضيلة تشك بامرها لبادرتها بأخر مرة قائلة :تبدين سمينة على غير عادتك و خصوصا صدرك،يبدو ان وزنه قد زاد
صعقت هازان وقالت:كله بسبب دواء الأعصاب يا أمي، فهو ينفخ الشخص و يبدو سمينا
فضيلة:و لما تاخذين ذالك الدواء؟
هازان:انت تعلمين انني اقوم برعاية طفل رضيع مريض،و اهله يخافون عليه كثيرا و ذالك يوترني،فالطبيب اعطاني هذا الدواء لتقليل توتري و النوم بسهولة.بعدها ودعت امها و توجهت الى القصر