الفصل الثاني
"انتي اتجنّنتي! عايزة تسيبينا وتسافري عشان تاخدي واحد ما فيهوش ميزة واحدة وكمان إسمه كاسر طب ما الموضوع باين من عنوانه اهو!!!"
تنهّدت لميس بضيق، فكلمات حسين لا زال صداها يطرق أسماعها بقوّة مجرِّدة لحقيقة الوضع بشكل فجّ
تستعجب هي بنفسها من تلك الحيرة التي وبدلا من أن تنتهي بل وتقمع قمعا من داخلها تزداد تشبّثا في تلابيب عقلها بل وروحها المُضناة أيضا
العريس غير مناسب وهذه حقيقة هي تدركها فحتّى امرأة بظروفها كأرملة سبق لها الزواج ستُتاح لها خيارات أفضل وقد حدث هذا فعلا بل وعدّة مرّات ولكن السؤال هو هل هي تستحق الأفضل؟!
ارتكزت لميس بجسدها على ظهر سريرها وفركت صدغيها بقوّة والأفكار تكاد تفتك برأسها، ما تستعجبه من نفسها حاليا هو أنّها لطالما رفضت كلّ من تقدّم إليها خلال السنة والنّصف الماضية وذلك بعد أن استكملت علاجها بالكامل بل إنّ كلّ طلب زواج لم يكن يأخذ من حيّز تفكيرها أكثر من دقائق هي الوقت المناسب لصياغة رفض مهذّب وغير جارح، فلماذا الآن بالذّات هي تفكّر بالـ... تفكير؟ ألم تكن قد قرّرت أن تنأى بنفسها عن كلّ الحاجات الدنيوية التي لا تؤدّي إلّا إلى الهلاك؟ ألم تكن قد قرّرت أن تعيش لتكفّر فقط عن عظيم ذنوبها حتّى يأخذ الله روحها؟ هل هو إلحاح منال أم هو ذلك الإحساس المؤلم المُرضي بداخلها أنّها ستلاقي أخيرا... ما استحقّته
صوت طرقات خفيفة على الباب جعلها تعتدل وتنادي سامحة بالدخول
ابتسمت تلقائيا برقّة ما إن أطلّ عليها محمّد بجسده الذي وإن كان يميل قليلا إلى الامتلاء إلّا أنّه امتلاء عضليّ يضفي عليه بعضا من ضخامة لا سمنة، جلس بجانبها على السرير وابتسم لها متفهّما قبل أن يسألها: إنتِ كويّسة؟
هزّت رأسها بخفّة وأجابت بابتسامة مرتعشة وصوت خفيض يقرب للهمس: الحمد لله، وهوّ عامل إيه دلوقت؟
تنهّد محمّد بهمّ على حال شقيقه قبل أن يقول لها: هيكون كويس ما تقلقيش الموضوع بس فاجأه انتِ عارفة إنّ حسين انفعالي وما بيعرفش يسيطر على أعصابه بس قلبه طيّب، شويّة وهيروق من نفسه
تغضّن جبينها بألم وصمتت تفكّر بأخيها الذي ما إن أخبرتهم عن أخ منال حتّى بدأت إمارات الضيق تظهر عليه ليتجلّى في أكبر صوره بينما تسرد عليهم البيانات العامّة للعريس فيأتي الانفجار حين أخبرتهم أنّها تحتاج أن تتحدّث معه لترى إن كان هناك بعض التفاهم بينهم أو القبول قبل أن يأتي هنا لمقابلتهم بشكل رسميّ!
معارضة إخوتها وحتّى شقيقتها زاكية التي لم تعرف شيئا عن الموضوع بعد كان أمرا تتوقّعه دون ممانعة أو اعتراض منها فهي قد استخارت ربّها وتوكّلت عليه، ولكنّها لم تتوقّعه أن يكون عنيفا بهذا الشكل!
أنت تقرأ
بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملة
Romanceرواية للكاتبة المتألقة نيفين أبو غنيم.. الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب حقوق الملكية محفوظة للكاتبة نيفين ابو غنيم..