الفصل الثاني والعشرون

7.2K 132 3
                                    

الفصل الثاني والعشرون

قبيل وقت السحور بقليل

أنهت لميس الاتّصال مع حسين ووضعت الهاتف بجانبها متجهّمة، فسألها الكاسر قلقا: خير شو فيه مالك؟

هزّت لميس كتفها وقالت: مش عارفة بسّ ما ارتحت لكلامه، شغل شو هاد اللي بيخلّيه يقعد بالمكتب لهاي السّاعة؟ بعمره ما عملها حتّى وقت كان يكون عنده قضيّة مهمّة كان يتأخّر شويّ ولو ما خلّص كان يشتغل عليها بالبيت... بفكّر أتّصل على محمّد أشوف شو القصّة

قالتها وأمسكت بهاتفها فعلا فأوقفها الكاسر بسرعة قائلا: لميس إنتِ شايفة إنّه صحّ تتّصلي على أخوك بهاي الساعة وتقلقيه بموضوع يمكن ما يكون عارف عنّه إشي أصلا؟

تنهّدت لميس وقالت: صحّ معك حقّ بس... كيف بدّي أطّمن؟

أجابها الكاسر بمنطقيّة مقنعة: بالليل بعد التراويح بتتصلي على محمّد وبالعقل بتحاولي تستفهمي منّه عن أخبار حسين ولو فيه إشي أكيد راح يحكيلك!

هزّت لميس رأسها باقتناع وقالت: ان شاء الله راح أعمل هيك فعلا وكمان راح أبعت لمرته رسالة عاديّة اسألها عنهم فيها وأشوف شو بتحكيلي

قالتها ثمّ نظرت إليه مبتسمة وقالت بابتسامة ناعمة: شو راح أعمل من غيرك أنا؟

مقطّبا مستهجنا صياغتها الغريبة للجملة كشّر بغرور وقال: الله لا يحرمك منّي

صمتت لميس للحظة وأخذت تتأمّله بشوق غريب وحزن أغرب وقالت: يا رب الله كريم... (ثمّ أتبعت بتمتمة غير مسموعة) غفور

بعبث قرّبها منه بصرامة قائلا: شو شكلك غيّرت رأيك بخصوص السحور، شو رأيك تروح عليكِ نومة؟

ضحكت لميس بحياء وقالت باعتراض: طبعا لأ السحور جاهز يلا صحّي إنت الولاد راح ينبسطوا كتير بشوفتك!

بعد دقائق كانوا جميعا يجلسون حول طاولة الطعام، لا تزال الصدمة بادية على نبراس والعنود، فيما الابتسامة على أفواههم تنطق بسعادة صادقة تنمّ عن محبة واشتياق تحملها له قلوبهم الصغيرة، وأمّا سؤاله عن جديدهم فكان الإشارة الخضراء لهم بالانطلاق بهذر صاخب كثير، فها هي العنود تتحدّث بانطلاق على غير عادتها رغم بعض التردّد، أمّا نبراس فيحمل صوته بعضا من جديّة بدت لأسماع والده غريبة عن شخصه، وما لفت نظره أكثر، وأتخم قلبه بالرضا.. ناغشه بسعادة ما عاد قادرا على إنكارها، فهو اسم لميس الذي كان يتردّد على ألسنتهم ما بين كلّ جملة وأخرى، وكأنّما هي وأثناء غيبته الطويلة قد تغلغلت بكلّ تفاصيل حياتهم

وبينما هي تنبّههم لضرورة التركيز على تناول الطعام، وعلى اقتراب موعد الفجر، إذا بصوت نمر الدافئ الخامل من أثر النوم يداعب أسماعهم يسأل بصدمة كمن أمسكهم متلبّسين بتهمة الخيانة العظمى: بتوكلووووا لحاااالكم؟

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن