الفصل الثالث عشر ج١

4.2K 105 2
                                    

الفصل الثالث عشر

" فيه إيه؟ إيه اللي بيحصل هنا؟!"

ارتبك محمّد ما إن سمع صوت فؤاد الذي اقتحم الغرفة لكنّه رغم ذلك وبكبر رجوليّ أصرّ على تشبّثه بيدها وإن كان قد خفّف من ضغطه عليها قليلا، لكنّ ارتباكه سرعان ما تلاشى وهو يرى ذلك الذي لا يعرف هويّته يتأمّل بها مأخوذا بشكلها فينتفض داخله بغضب صقيعيّ فتلك التي يتمّ انتهاك حرماتها بسبب تخاذلها باتت عرضا له هو، فوقف متعملقا أمامه حاجبا إيّاها خلفه مخفيا إيّاها بالكامل عن عيني الآخر الغاشمة

مستشعرة ثقل الذبذبات من حولها ارتعدت أوصال إيمان قلقا بينما تسمعه يسألها بنبرة شديدة البرودة: مين ده يا إيمان؟ أخوك؟

تائهة بفوضاها الخاصّة نطقت إيمان: هااا

ولزيادة بلاءها تساءل فؤاد بغيظ واضح رغم توقّعه للإجابة: إنت اللي مين ده وكنت ماسك إيدها بتشدّ عليها كده بتاع إيه؟ مين ده يا إيمي

أعصاب محمّد التي كانت توشك على الإنفلات لم يصبّرها غير غيظ ذاك الذي بدا له مفضوحا، فنظر إليها إمعانا في إغاظته يسألها بحزم: إيمان!!

انتفضت إيمان على نهرة صوته فنطقت وبشكل تلقائيّ: ابن عمّي...فؤاد

تلك الحسرة التي تشرّبت حروفها عند نطقها باسم ابن عمّها لقّمت النيران التي تشتعل في صدره بمزيد من الحطب، فما الذي ترُاه يعنيه لها لتتحسّر عليه بتلك الطريقة المخزية؟

هل تُراه... من فعل فعلته التي تريد إلصاقها بأخيه؟!

فارضا على نفسه مزيدا من ضبط النّفس تفصّد حبينه عن قطرة من العرق قال بعدها: أهلا بابن عمّها، وهوّ يا حضرة ابن العمّ ينفع الواحد يدخل على واحد وخطيبته كده من غير لا احم ولا دستور!

بغرور أجوف رفع فؤاد أنفه قائلا: ليه هوّ أنا داخل عليكم اوضة نوم؟ دي اوضة ضيوف والمفروض.. اللي يقعد بيها يقعد بأدب ويتعامل مع أصحاب المكان بلطف ومنتهى الذوق

شهقة ناعمة صدرت من إيمان وقفت على إثرها تقول باندفاع قهر كليهما: فؤاد! الأستاذ محمّد بقى خطيبي إحنا لسّه قاريين الفاتحة دلوقت، يعني هوّ معدتش ضيف وده بقى زيّ بيته!

غضب أهوج أعمى عينيّ محمّد وهو يراها تنكشف أمام هذا الفؤاد عارضة نفسها بكلّ تلك اللامبالاة والوقاحة، أمّا فؤاد فألم شديد اخترق قلبه كما لو تلقّى ضربة من سهم ناريّ حارق إلّا أنّه قاومه ليقول بسماجة وعند: أديكي قلتيها يا إيمي، زيّ بيته إنّما ده بيتي فعلا، ادخل واخرج زيّ ما احبّ

كطلقة من رصاص ارتدّ رأس محمّد بعنف ينظر إلى إيمان بريبة مجنونة ويسألها قائلا: بيته؟

هزّت إيمان رأسها تقول ببساطه: أيوه هوّ عايش معانا في البيت هنا!

عاجز عن الفهم بينما الأفكار المريبة السوداء تعصف برأسه سألها قائلا: ابن عمّك ازّاي وعايش معاكم هنا؟

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن