الفصل السادس والثلاثون

6.2K 126 7
                                    

الفصل السادس والثلاثون

يمشيان معا يدها في يده متوجّهان نحو الشاطئ حيث أخبرتها لميس أنّهم سيكونون، توهّج السعادة تخمة المحبّة تبدو واضحة في ابتسامة شفاههما والتماعة أعينهما وكيف لا يكونوا وقد أمضوا ساعات طويلة في غرفتهما ما بين جولات من الحبّ ورحلات نحو الماضي وذكرياته التي جمعتهما معا بكلّ تفاصيلها السعيدة والحزينة معا

ما إن لاح البحر واضحا أمامهما حتّى نظر جمال إليها وقال ساخرا: بالذّمة ده بحر وفرحانة بنفسك وفخورة بيه وانت من الصبح فلقتيني بيه، يلّا يا جمال، البحر ياجمال، قال يعني هيطير!

بطرف عينها نظرت إليه منال وأجابته: جمال اطلع من هالبواب "الأبواب" أصلا انت كلّ اللي بدّك ايّاه ما تطلع من الغرفة، بعدين ماله بحرنا شو يعني عشان انتو عندكم كتير واحنا ما عنّا غيره بتعايرني، عموما هاد الموجود وعاجبني وانت هاي البحر اللي مو عاجبك قدام عينك ساعة زمن على يخت بتكون صرت بمصر

بجدّية أجابها: ما عنديش مانع، مصر فعلا وحشتني وكمان وحشني بيتنا، لكن رجلي على رجلك علشان وانت بعيده عنّي كلّ حاجة بتبقى من غيرك ومن غير روحك وحشة أمّا وانت معايا حتّى بحركم بيبقى في عينايّا حلو

بحنق نظرت إليه ثمّ لكزته فوق كتفه بغيظ فقهقه جمال ضاحكا يناكفها

من بعيد لمحت منال شقيقها يقترب منهما فنظرت لجمال وقالت له بخبث: راح أشكيك لكاسر

بجزع أجابها مازحا: لأ كاسر لأ، دي حتّى العقبة حلوة، تيجي ايه جنبها شرم ولّا الغردقة ولا حتّى اسكندرية

عندها قهقهت منال فأمسك بها زوجها لافّا ذراعه من حول رقبتها ووضع يده فوق فمها يقول بحنق: ابوس ايدك ما تضحكيش، فضحتينا!!

كاتمة ضحكتها هزّت رأسها بطاعة وما إن أبعد يده عن فمها حتّى لمحت من الجهة الأخرى عائلة أبو كرم كلّهم يقتربون أيضا من الشاطئ وقد عادوا من مشوارهم لبيت عمّتهم، ومن مكانها رأت شقيقها يلتقيهم ويقفون معا ليتبادلوا الحديث، فابتسمت بسعادة وهي تلمح زاكية وابنة عمّها المجنونة سراب ثمّ أمسكت بيد زوجها ومشت بينما تستحثّه وتقول: هاي كلّهم واقفين هناك تعال نشوفهم ونعرف لميس والاولاد كمان وين قاعدين

بعد لحظات كانت منال تسلّم فعلا على نسوة آل أبو كرم جميعهنّ وتناكف هذه وتمزح مع تلك، تجذبهم لا إراديا بخفّة دمها وتتعالى الضحكات بوجودها، إلى ان وقفت بالقرب من سراب أخير التي وكزتها بخاصرتها وقالت لها هامسة بلمز: شووو ما شفناك مبارح فكّرنا نسيناك بعمّان!

مبتسمة هزّت كتفها وقالت لها بجرأة: ما بينشبع منّي

ما إن أنهت كلماتها حتّى فزعت وصوت الكاسر يصلها بقوّة يقول: منال... روحي شوفي إمّي هايها هناك بتدوّر علينا

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن