بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملة

الفصل الخامس والثلاثون ج١

الفصل الخامس والثلاثون ج1

دخل الكاسر وأولاده البيت عقب صلاة العصر، فولجوا إلى المطبخ جميعهم يضعون ما في أيديهم من مشتريات، ثمّ توجّهوا نحو الصالة حيث لميس ومنال والنمر

كانت العنود مستلقية على الأريكة تضع رأسها فوق فخد لميس التي كانت تقرأ عليها بضعا من الآيات القرآنية، وما إن رآهما الكاسر حتّى تلوّى قلبه ألما لكلتاهما فالصغيرة أنهكتها الحمّى التي لم يعرف سببا ظاهريا لها فيما الأخرى فتنأى بعينيها الجريحتين عنه

لم يندم يوما على كلمة قالها لها بقدر ندمه على ما قاله لها قبل يوم الأمس وهو يتّهمها بانعدام الكرامة ولم يشعر بها تنأى عنه كنأيها منذ يومين، فها هي فعلا ومنذ يومين كاملين تتجنّبه لا تحادثه ولا تقترب منه ولا تجلس بمكان يجمعها به... إلّا الآن.. وبسبب ابنته فقط

باهتمام حقيقي وصادق سألها: كيف صارت؟

دون أن تنظر إليه وبصوت خالي من أيّ انفعال أجابته: الحمد لله أخدت خافض حرارة وصارت أحسن

براحة واطمئنان قال: الحمد لله... من زمان نايمة؟

بوهن فتحت العنود عينيها وأجابته: أنا مو نايمة بابا

بخشية سألها: طيّب ليش هيك مغمضة تعبانة لسّة؟

هزّت رأسها وأجابته: لأ الحمد لله حاسة حالي أحسن بسّ كنت مسترخية وخالتو عم تقرألي قرآن... صوتها حلو كتير

بلا تعبير هزّ الكاسر رأسه ثمّ جلى حلقه وسألها: يعني بتقدري تقومي وتتحرّكي بابا؟

باستغراب رمقته بنظراتها وسألته: ليش بتسأل بابا في اشي؟

بشفقة ابتسم لها وأجابها: اتّصلت امّك تسأل عليكي وبسّ عرفت انّك تعبانة أصرّت تيجي توخدك... بتقول انها رنتلك قبل ما تحكي معي وانّه موبايلك مغلق

اختضّ جسد العنود فقطّبت لميس جبينها ووضعت يدها فوق قلبها هامسة: اسم الله عليكي

بصوت مرتعش أجابته: آه ما هوّ الموبايل خلص شحنه وأنا ما رجعت شحنته عشان هيك

بتفهّم هزّ الكاسر رأسه وأجاب: وشو بالنسبة لماما؟

بضيق غمغمت الفتاة: بابا انا مو حابّة.. تعبانة ومو جاي عبالي

قطّب الكاسر جبينه ونظر لنبراس الذي تجهّمت ملامحه هو الآخر برفض جليّ فزفر أنفاسه ضيقا وهمّا وأجاب: بس يا ولاد امكم كتير متدايقة وزعلانة، بتحكي انكم ما بتسألوا عليها، يعني أنا يا بابا أحبّ ما عليّ اتضلّوا عندي على طول وما تبعدوا عنّي بسّ كمان هاي أمكم وواجبكم تراضوها عشان ترضى عنكم

صمتت العنود للحظات قلبها يؤلمها، ضميرها يخنقها، العجز يوهنها، ثمّ بضيق أجابته: معك حق بابا بس يا ريت تقوللها تأجّلها كم يوم بسّ