الفصل الحادي والثلاثون

5.9K 128 5
                                    

الفصل الواحد والثلاثون

في بيت دافئ قديم التفاصيل مشى الصارم على رؤوس أصابع قدميه متوخّيا الحذر خشية من إيقاظ جدّته التي يقتله شعوره بتأنيب الضمير ناحيتها بسبب إهماله المتكرّر لها في الفترة الفائتة خاصّة وأنّه يعلم أن ليس هناك من يتّكل عليه حقيقة في غيابه، فيما عدى هذه الماكرة الانتهازيّة الصغيرة، هكذا ذكّر الصارم نفسه وهو يلمح "براء" ابنة خاله ذات العشر سنوات التي ترقد على كنبة صغيرة مهترئة بالقرب من سرير جدّته بجسدها شديد النحافة منكمشة على نفسها ليس وكأنّ درجة الحرارة هذه الأيّام تتجاوز التاسعة والثلاثين

بإشفاق تناول غطاء كالحا سميكا بعض الشيء وألقاه فوقها عندما سمع صوت جدّته يصله متحشرجا: إيمتى إجيت؟

ابتسم الصارم قائلا لها بينما يقترب منها مقبّلا يدها ثمّ جبينها: هاي وصلت

بتعب تحرّكت قليلا لتجلس مثيرة بالمكان بعض الضجيج ما بين صوت آهاتها وصوت خشخشة الذهب ثمّ أجابته: حمد لله عالسلامة... إجا أبوك؟ شُفته؟

أجابها باختصار قائلا: إجا وشُفته وبيسلّم عليكي، كلهم بيسلموا عليكي بابا وجدّتي وخالتي لميس

بلا تغيّر بملامحها وباختصار شديد أجابته: الله يسلّمك ويسلّمهم

وقف صارم من جانبها وتحرّك ليغادر لغرفته أوقفته قائلة: اتّصلت إمّك اليوم

انغلقت ملامحه تماما وقال دون أن ينظر إليها أو حتّى يلتفت إليها: كويّس

صمتت جدّته للحظة ثمّ أكملت: سألتني عنّك

بسخرية أجابها: حكيتيلها كتير منيح؟

رافضة الرضوخ تابعت: بتسلّم عليك

بلامبالاة أجابها وهو يخرج فعليّا هذه المرة وكأنّه قد ضاق بها ذرعا: كتّر خيرها... تصبحي على خير

بهمّ رمت جسدها النحيف المتهالك على الوسادتين وراءها بينما تتمتم وتقول: الله يهديكي يا باسمة الله يهديكي

.................................................. ................................

في وقت متأخر من الليل

دخلا غرفتهما بعد أن حيّوا والدته ومنال، وما إن أغلقا عليهما الباب حتّى غمرها بين ذراعيه مقبّلا عنقها بشوق شديد لا ينضب وكيف سيفعل وهي الحلم الذي تمنّاه منذ وعى على ذكورته، ابنة الجيران التي رافقته بكلّ أحلام المراهقة وطموحات الشباب

تملمت حنان بين ذراعيه بتمنّع ودلال تحترفه دوما يفلح بتأجيج مشاعره، فأفلتها باعتراض قائلا: شو حبيبي ما اشتقتيلي؟!

بغنج أخبرته بينما تقوم بحلّ أزرار قميصها من قماش الشيفون الأسود الشفاف والذي كانت ترتديه فوق بلوزة تماثله لونا بلا أكمام تستر به جذعها دون ذراعيها: بلى بتعرف أنا دايما مشتاقتلك حتّى وإنت معي

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن