الفصل الخامس والعشرون

6.5K 121 6
                                    

الفصل الخامس والعشرون

اليوم التالي مساء

على كنبة واحدة في غرفة نومها تجلس هي وأختها، تتبادلان النظرات، هي بهدوء زائف وزاكية بتوجّس خائف، فكيف لا تكون خائفة وهي منذ أن اتصلت بها لميس لتخبرها بأنّ زوجها مدعوّ اليوم للإفطار خارج المنزل وأنّها تريدها أن تأتي لتفطر عندها في بيتها... بل تحتاجها لأن تأتي وقد علمت أنّها تريد أن تتحدّث معها بأمر.. غير سارّ

طرق خافت على باب الغرفة قاطع نظراتهما، تبعه دخول العنود تمشي على استحياء تمسك بيدها كوبا من النسكافيه ناولته لزاكية التي ابتسمت لها بدفء لتشكرها قبل أن تسألها عن حال غلا معهم في الخارج، فتطمئنها الفتاة أنّها تركتها بالصّالة برعاية شقيقها نبراس وأنّها ستعود لها في الحال

ما ان خرجت العنود وأغلقت الباب وراءها حتّى نظرت زاكية لشقيقتها وقالت لها ضاحكة: لو يعرف يوسف إنّه غلا ضلّت مع نبراس أكيد راح ينجنّ

باستغراب حدّقت بها لميس وسألتها: اشمعنا؟

ابتسمت زاكية وأجابتها: ما بعرف شو عملّه هالولد بس يوسف مش طايقه من يوم العزومة عندكم وبحكي قال هاد الولد حاطط عينه على غلا تخيّلي!!

ابتسمت لميس وأجابتها: بتلاقيه مزح معه مزحه من مزحاته التقيلة... نبراس حركوش ما بحبّ يترك حده بحاله من غير ما ينكشه! (الفعل حركش تقال لمن يحبّ العبث مع الجميع أو بالجميع)

أكملت لميس تقول تشكو لأختها بغيظ أموميّ صرف وهي تتذكّر فعلته قبل أيّام: ولو إنها كتير مرّات مزحاته بتطلع على راسه!!

شربت لميس جرعة من الماء وأكملت توضّح لأختها قائلة: هديك اليوم بالعزومة قال قدّام الزلام إنّه غلا بتشبهني، ولو تشوفي الكاسر كيف كان راح ينجنّ منّه

بحلقت زاكية بها بصدمة وسألتها بفضول: وشو عمل أبو صارم؟

أفلتت ضحكة منها وقالت: ما لحق يعمل

استغربت زاكية وسألتها بدهشة: كيف؟

التمعت عينا لميس بعدم تصديق واعجاب وقالت: نبراس ذكي ومكّار كمان، يومها باللحظة اللي انتو طلعتوا فيها كان صار بتخته نايم فما قدر أبوه يحكي معاه، وعالسحور كمان ما قبل يصحى يتسحّر

ضحكت زاكية وقالت بعد أن ارتشفت لقمة من النسكافيه: عنجد؟

أومأت أختها وأكملت: اصبري لسّه شوفي شو عمل كمان، تاني يوم اتّصل على جدّته واجت أخدته نام عندها كم يوم وما رجع لليوم

قهقهت زاكية وقالت: وطبعا ابو صارم كان خلص بردت حرّته ونسي الموضوع

تغضّنت ملامح لميس وأجابتها وهي تشعر ببعض الثقل يتسرّب إلى قلبها: برد يمكن بس نسي الموضوع مستحيل... الكاسر ما بينسى شي... لمّا راح جابه اليوم من عند جدّته عملّه بالطريق محاضرة طويله عريضه هيك حكالي نبراس وقت اجا اعتذر منّي!!

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن