الفصل التاسع والثلاثون

5.3K 136 3
                                    

الفصل التاسع والثلاثون

يجلس ثلاثتهم فوق مقاعد بلاستيكيّة في ردهة المحكمة، ينظرون لبعضهم والحيرة والصدمة والارتباك لا تزال تتجلّى فوق ملامحهم، منذ أن غادرهم الكاسر قبل حوالي ربع ساعة بعد أن تلقّى رسالة شحبت لها ملامحه وانتفضت لأجلها مقلتيه رعبا قبل أن يتمتم بكلمات واهية لأبي زهير يعتذر منه لعدم مقدرته على إتمام عقد القران

صوت تمتمات أبي زهير قاطعت صمتهم وهو بقول: لله الأمر من قبل ومن بعد، قدّر الله وما شاء فعل... قدّر الله وما شاء فعل... لعلّه خير... لعلّه خير

بحنانها المعهود أمسكت أمل بيد والدها وقبّلتها بينما تقول: لا تقهر حالك بابا أمانة، خلص شو بدّه يصير يعني، الأعمار بيد الله إن شاء الله ما راح يصيرلي شي

بانهزام هزّ الرجل رأسه قائلا: آآآه يا ريت العمر وبسّ هوّ اللي بدنا انخاف عليه

بارتباك وحياء نظرت أمل بطرف عينها لهمّام الذي وجد نفسه ينظر إليها، يبحث بين عينيها أو فوق ملامحها عن خيبة أمل أو حزن ولكنّه لا يجد إلّا الخوف والقلق و... بعض الاحمرار

دون أن يشعر وجد همّام نفسه يتأمّل في ملامحها، يسرح في تفاصيلها الناعمة، مقلتيها الغارقتان في العسل، ولكن مهلا... أهما عسليّتان فعلا أم تراهما يميلان لبعض الإخضرار؟

تضرّج وجنتيها جعله ينتبه لتدقيقه بها، ناسيا غضّ البصر، متجاهلا والدها، متناسيّا أنّها للتوّ كانت ستكون زوجة لأخيه الــــ.... رجل

متنفّسا بعنف أغمض همّام عينيه، يطرد ذلك المقت الغريب على مشاعره نحو أخيه الذي لا ذنب له بانحراف زوجته، زوجته التي نسي مصيبته معها للحظات هانئة قبل لحظات وهو يغرق في تفاصيل... أمل

أمل... وحنان!!

فجأة التمعت نظرة شرسة في عينيّ همّام، فنظر لوالدها الذي كان يقوم من مكانه قائلا: خلص خلّينا نروح... شو بدنا نضلنا قاعدين نعمل... لله الأمر منقبل ومن قبل!

بقوّة أمسك همّام بذراعه مانعا إيّاه من التحرّك، فنظر إليه كلاهما باستغراب فقال لهما مسارعا: أنا

بعدم فهم سأله والدها: إنت شو؟

بتصميم وقف همّام وقال لهما: انا بتزوّجها!

بصدمة هتف كلاهما: شووو؟

فأكّد عليهما قائلا: أنا بتزوّجها، صحيح أنا مش ظابط، بسّ قادر إنّي أحميها، راح آخدها على عمّان، وأسكّنها عند إمّي، بيت عيلة، يعني أمان

في حين صمت أبو زهير مقلّبا الأمر متردّدا بعقله، فرغم أنّ همّام ليس خيارا سيّئا بل يكاد يكون أفضل من شقيقه لولا أنّه ضابط حيث أنّه أصغر وألطف وأرقّ، ولكن... رغم كلّ شيء... فابنته لولا الرسالة التي وصلت فجأة وبلحظة قدرية لكانت زوجة لأخيه، فقال متردّدا: بس يا ابني كيف هيك... أخوك؟

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن