الفصل السابع والثلاثون

4.9K 115 10
                                    

الفصل السابع والثلاثون

تقف عند باب غرفته تتأمّل جسده الضخم المسجى فوق فراش احتضنه لأشهر، فراش تستلقي فوقه بهوس كلّما كان زوجها غائبا في عمله، تتلمّس دفئا غاربا بثّه فيه، أو عبقا لجسده تغلغل من خلاله فعلق فيه

بوجه واجم متجهّم خرج همّام من غرفة أخيه حيث أجبره بنفسه على الاستلقاء ما إن انتهى العرض التمثيليّ الذي قُدّم في الطابق السفليّ قبل ساعة

بتلقائيَة احتضن كتف زوجته ووجّهها بعيدا عن الباب إلى غرفة الجلوس بعد أن قام بإقفاله بحرص ثمّ نظر إليها بلا تركيز وقبّل يدها ثمّ استلقى على الأريكة بطوله وأغلق عينيه جيّدا، أمّا هي فقطّبت حاجبيها وانتقلت بنظراتها ما بين زوجها والغرفة الأخرى فسألته بفضول قائلة: شو صاير همّام؟

رفع ذراعه وثناه وغطّى وجهه فيه وقال: ولا إشي

رفعت حنان حاجبيها واشتعل الفضول في أوردتها أكثر وأجابته: كيف ولا إشي والصراخ اللي كان جاي من تحت، ووجه أخوك المخطوف وصحته اللي تعبت فجأة؟ - ثمّ استدركت قائلة- حتّى إنت شوف من ساعتها كيف مْكَشّر "متجهّم" وزعلان؟

رغما عنه استعاد عقله تفاصيل الفوضى التي حصلت، يكاد عقله لا يستوعب المحُال الذي تطوّرت إليه الأمور، بل لا يصدّق، تلك الخطوة التي أقبل عليها شقيقه والتي صدّق عليها العمّ "أبو زهير" الحارس!

لا ينكر أنّ الموقف الذي وضعوا به قد كان صعبا، لا ينكر أنّه أراد أن يساعد الفتاة، أن ينقذ سمعتها وسمعة أخيه، لكن ليس هكذا، ليس بهذه الطريقة التي سيجرح فيها قلبين لا قلبا واحدا، لم عليه أن يؤذي زوجته ويقهر قلبها وأنوثتها بالزواج عليها وأيضا يجرح أخرى ويظلمها بزوج لا تريده و... لا يريدها

خفقة نابضة أوجعت صدره، وهو يتخيّل ملامحها الحزينة وعيونها الباكية، فتنهّد بقوّة ليحشرها ويعيدها لتصطفّ بين النبضات الأخرى مانعا إيّاها من إحداث الفوضى أو إخلال النظام

صوتها الذي يجده للمرّة الأولى مزعجا بإلحاحه أتاه من جديد قائلا: همّام!!

متجاهلا سؤالها سألها: وين الأولاد؟

بحنق ابتدأت تذمّرها الذي لم يتوقّف منذ أن عرفت أنّهم بخلاف الجميع لن يقيموا بالفندق أجابته: حبايبي ناموا وهمّ زعلانين إنّه ليش ولاد عمهم مقضينها سباحة وبحر وهمّ لأ

بنزق زفر الهواء المختنق بصدره وأجاب بحدّة وقد ضاق ذرعه بكثرة طرح ومناقشة ذات الشكوى: بعديييين إنت ما بتملّي زنّ ونقّ "شكوى" لو كانوا همِّ مقضّينها عالشطّ فأنا من وقت ما إجيتوا أخدتكم ولفّيتوا العقبة كلها، يا بنت الناس حكيتلك ايّاها بدل المرة تلات، أنا ما معي أدفع فنادق، هاد الموجود عاجبك عاجبك مش عاجبك بلاش!

نظرت حنان له للحظات بصدمة ثمّ وقفت تقول له بذهول وعدم تصديق: إلي هاد الكلام بتحكيه يا همّام؟ أنا بتحكيلي عاجبك عاجبك مش عاجبك بلاش؟

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن