الفصل الحادي عشر ج١

4.8K 111 2
                                    

الفصل الحادي عشر
"الجزء الأول"

وميض فلاش الكاميرا التي التقطت بها منال الصورة كان كدلو ماء مثلج انسكب على كليها فشهقت هي حرجا بينما أجفل هو مبعدا جسده عن جسدها بقوّة دون أن يفلتها قبل أن يجلس ويسحبها بحزم لتفعل مثله وبينما هما لا يزالات تحت تأثير صدمة شعورهما جاءت مفسدة اللذات ومفرّقة الجماعات لتصدمهما بصوتها المرتفع من جديد قائلة:

اويييها ياما دبّكوا برجليهم

اويييها وتغامزوا بعينيهم

اويييها وقالو الكاسر ما بيتزوّج

اويييها وتزوّج وقلّع عينيهم

مصعوقة مفرّجة العينين وجدت لميس نفسها تضحك بنعومة، بينما الكاسر يهزّ رأسه بيأس قائلا: قسما بالله مأجور جمال عليها، أنا واثق إنّه حاليا عايش أجمل لحظات حياته، قال ما بيتجوّز قال ليش معيوب؟!

كتمت لميس هذه المرّة ابتسامتها وخبّأتها بفركها لجبينها قبل أن تسمعه يسألها قائلا: تعرّفت على العنود؟

بطرف عينها نظرت لميس لابنته المنزوية متوارية خلف بضعة نساء وأجابته: يعني بسرعة هيك حسب ما سمحت الظروف... بس صارم ونبراس وينهم لسّه ما تعرّفت عليهم ونمر كمان!

بغيظ نظر الكاسر نحو امرأة كبيرة ما كانت قد لاحظت لميس أنّها قد سلّمت عليها دون أن تبالي بإظهار ترحيب ولو زائف بها، وقال بقهر: جدّته الي هيي خالتي حكت إنّه كان نايم وقت إجت وما حبّت تصحّيه!

ثم أكمل قائلا: وصارم ونبراس مع عمهم عند الرجال بالصيوان برّه، وأنا كمان راح أرجع أطلع كمان شويّ لسّة في كم ضابط زميل إلي وواحد من رؤسائي موجودين ما بصير أتركهم لحالهم فترة طويلة

نظرت لميس له تتأمّله من جديد في زيّه الرسميّ وسألته قائلة: عشان هيك لبست هاد الزيّ؟ أوّل مرّة بشوفك لابسه

بتلقائية وانعدام حساسيّة من جديد أجابها قائلا: البحث الجنائي غالبا بيلبسوا مدني وما بلبسوا هاد الزيّ إلّا بالمناسبات العسكريّة الرسميّة، أو المناسبات الشخصيّة المهمّة، يعني أنا مثلا بالزواجتين السابقات كمان لبست هيك

دون أن تشعر رمته لميس بنظرة غير راضية وذلك الألم في صدرها يعود ليعتصر قلبها من جديد، وفكّرت في نفسها أن يبدو أنّ ملوّثات الماضي لن تتركهم في حالهم ولا بدّ أن تقتحم حياتهم وأفكارهم بين حين وآخر، فهل يا تُرى كان يفكّر اليوم هو الآخر بزفافيه الآخرين؟

ملاحظا انقلاب ملامحها نظر لها الكاسر بطرف عينه وقال مازحا: أشلحه؟ "أخلعه"

بصدمة نظرت له قبل أن تنظر حولها لترى إن كان أحد ما سمع سؤاله ولكنّه لم يبالي ووضّح لها بلامبالاة قائلا: حسّيتك تدايقتي فإذا بدّك بقوم هسّة أشلحه

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن