الفصل العشرون

5.9K 118 5
                                    

الفصل العشرون

ينظر إلى الطبيب أمامه والذي خرج وإيّاه الآن من الغرفة بعد أن أفاقها وأعطاها ما يلزم، والتوتّر والخوف يتغذّيان على أعصابه فيزيدانها إتلافا فيهتف بالطبيب متعجّلا: ها يا دكتور طمّني هيّ مالها؟

أمسك حسين بكتفه قابضا عليها بمؤازرة وقال: اجمد يا محمّد جرى إيه هيّ أكيد ما فيهاش حاجة ولّا إيه دكتور؟

متفهّما ابتسم الطبيب وقال بصبر وأناة: متقلقش يا دكتور محمّد المدام بخير هيّ بس ضغطها كان نازل جدّا واضح كدة انّها أكلها ضعيف عامة واحتمال تكون من الصبح ما فطرتش وده واضح من شحوب وشّها والسواد اللي تحت عينيها، طبعا في حالة زيّ كده أيّ انفعال زائد ولّا حركة مفاجأة أو أيّ مجهود جسدي هيتسبّب في اللي حصلّها ده، ده غير انّ المدام دلوقت خلال فترة دورتها الشهريّة يعني في نزف وفقد الدم بالظروف الصحّية اللي زيّ دي بيزيد الهبوط!

تنحنح حسين حرجا وتململ قليلا في مكانه فيما احمرّ وجه محمّد ونظر لأخيه بطرف عينه مستحييا، ثمّ ابتلع محمّد ريقة قلقا وسأل الطبيب بصوت متهدّج تأثّرا: طب والمفروض دلوقت يا دكتور هعمل إيه؟

ابتسم الطبيب بثقل وقال: ولا أيّ حاجة، أنا ادّيتها دلوقت ابرة مغذية وهي بعد شويّة هتصحصح وتبقى أفضل وانت كلّ المطلوب منّك تاخد بالك منها ومن أكلها وهي كم يوم كده وهتبقى زيّ البومب ان شاء الله

ما إن خرج الطبيب حتّى نظر حسين لشقيقه وقال له مغايظا: يا خسارة كنت مخبّي الزغروطة فزوري!

باستغراب سأله محمّد: اشمعنا يعني

فلاعب حسين له حاجبيه قائلا: كنت مستنّي الدكتور يقولّك مبروك المدام حامل

شحب وجه محمّد للحظة وقال: و اديك عرفت انّها مش حامل يا خفيف

أدار حسين وجهه كاتما ابتسامته ومبعثرا نظراته وقال: وبالدليل القطعي كمان

حينها نظر إليه محمّد وقال: يا دمّك يا أخي... إنت من يوم ما تجوّزت بقيت دمّك تقيل على فكرة

وضع حسين يده على ذقنه وفكّر قليلا بجدّية وقال: تصدّق آه... يكونش من كتر الحُمى "الاستحمام"!!

بصدمة نظر إليه محمّد وقال: اتلمّ يلا

قهقه حسين وربّت على ظهر أخيه وقال: طب اتفضل خش انت شوف المدام على ما اشوف هنتعشّى ايه!

باستغراب نظر إليه محمّد وقال: ليه هوّ انتو مش خارجين

هزّ حسين رأسه وقال: لأ خلاص هنحتفل بمراة اخويا اللي ما طلعتش حامل ونفضل قاعدين في البيت ومش بسّ كده، ده انا قرّرت أكشفلكم عن مواهبي المستخبّيه أخيرا واعملكم العشا بايدايَّ

اختلاجة طفيفة عبرت عينيّ محمّد قبل أن يقول ممازحا: استر يا اللي بتستر... شكلنا كلّنا هنحصّل إيمان!

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن