الفصل الثالث والأربعون ج١

5.6K 122 1
                                    

الفصل الثالث والأربعون
(الجزء الأوّل)

"كاسر!!"

صمت... صمت... صمت

كلّ ما حوله ساكن، كلّ ما فيه ساكن، سوى ضجيج قلبه الذي الهادر بعنف والذي ينتوي اقتلاعه من مكانه ليصمت فلا يشوّش على ناظرية صفاء عينيها والسكينة فيهما

أن يراها.. يتأمّلها.. يتشبّع من وجودها هو كلّ ما يريد من بعد أن ظنّ أنّه المحال بعينه

أمّا هي فتحاول ابتلاع ريقها بعجز، أحقّا هو هنا؟ في مصر؟ أمام باب بيتها؟ كيف؟ ولماذا؟ ألم يطردها من حياته؟ ألم يكسرها بزوجة مفترضة أخرى؟ ألم يخبرها ومن بعد أشهر من العشرة الحسنة أنّه لا يثق بها؟ ألم يطلّقها من دون أيّ لحظة تردّد؟

فجأة ثقلت أنفاسها التي كانت تلهث شوقا قبل لحظات، وتباطأ خافقها بألم وبعيون محمرّة وصوت مختنق سألته: شو بتعمل هون؟

سؤالها صدمه، نبرتها فاجأته، والغضب المشتعل في مقلتيها باغته، فاشتدّت قامته بهيئة عسكرية وبداخله أطلق لقلبه الأوامر بالتريّث وبتململ أطاع، وأطلق العنان للعقل علّه يرشده لحسن التصرّف، وبنبرة جافّة أجابها: هون بدنا نحكي؟

محاولة ابتلاع غصّتها من جديد أجابته: ما في حد بالبيت

إجابتها أشعلت أعصابه وبتحفّز سأل: والمعنى؟

تعلم يقينا أنّه يجوز ولكنّها رغما عنها أرادت إغاظته، اثارة غضبه فاستنهضت لميس القديمة تلك الجسورة القويّة وأجابته: يعني ما بصير

وكما توقّعت حدث إذ اشتعلت عيناه بغضب وتقدّم منها خطوة ومن بين شفتيه و أسنانه المطبقة هتف: لميس بتعرفي كتير منيح إنّه بصير وهالحكي هاد حكينا فيه قبل هيك

بتعنّت أجابته وهي تكتّف يديها فوق صدرها بطريقة بدت له باردة مغيظة: مزبوط بس هاد مشان الزوج والزوجة يعطوا نفسهم فرصة للتفكير والتراجع بس في حالتنا هاي الفكرة مش واردة أبدا

كزّ الكاسر أسنانه بغضب وهي تسحب من تحت قدميه آماله وخططه، وهتف بحدّة: مش واردة بالنسبة لمين؟

رغم انكماشها داخليا بسبب أعصابه التي ابتدأت بالانفلات الا أنّها أجابته: بالنسبة النا احنا الاتنين

مقطّبا جبينه وبغير رضا سألها: وانت على أي أساس بتقرّري عنّي؟

سؤاله استثار أعصابها فوجدت نفسها تفقد سيطرتها وهي تخبره بينما تقترب منه بانفعال ودون أن تشعر: على أساس إنّه إلنا شهور قاعدين مع بعض حالنا حال المطلّقين، على أساس "مش قادر" اللي ما كنت تترك مناسبة إلّا وتأكّدلي ايّاها، ولّا أحكيلك على أساس العروس الجديدة اللي كنت بدّك تتزوّجها!

كلماتها أربكته وكبّلته لم يعرف ماذا يقول وكيف يبرّر أو يدافع، أمّا هي فكانت قد ابتدأت ترتجف بالفعل من شدّة الانفعال، ولحسن حظّه فُتح باب المصعد وخرج منه مراهقين يقطنان في الشقّة المقابلة وما إن تواريا خلف باب بيتهما حتّى نظر إليها بحدّة وقال: لميس افتحي باب الشقة وبلاها الفضايح

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن