الفصل الرابع ج٢

4.5K 117 2
                                    

قبل الفصل

"تذكييير"
مشاهد من رواية عندما يعشقون صغارا تخدم الفصل اليوم لفهم أكبر

المشهد الأول

كانت زاكية تقطع ممرّات المستشفى هرولة -حيث ترقد أختها في وحدة الحروق- تلهث من شدّة التوتّر وجبينها يتندّى عن قطرات من العرق حيث أنّها قد جاءت من المستشفى حيث تعمل مسرعة مخلّفة كلّ شيء وراءها لتقود سيّارتها إلى هنا عالقة بالزحمة الخانقة في ساعة الذروة فلا يتوقّف لسانها عن التذمّر والسباب بينما نبضات قلبها ترتفع عن معدّلها الطبيعي بشكل خانق ومتعب منذ أعلمتها ممرّضة تتواصل معها هنا أنّ الشرطة قد جاءت لتستكمل التحقيق مع لميس بعد أن أخطروا من قبل المستشفى أنّ وضعها اليوم أصبح أفضل وأنّها قد أصبحت قادرة على الكلام

مقطوعة الأنفاس وصلت زاكية إلى حيث غرفة شقيقتها إلّا أنّ شرطيّ رابض بجانب الباب منعها من الدخول لتقف من بعدها لحوالي دقيقة كاملة تحاول فيها أن تلتقط أنفاسها وتنتظر لدقائق اضافية بقلّة صبر وتوتّر والحقيقة هي أنّها لا تعلم ما الذي يخيفها بالضبط ويوتّرها لهذه الدرجة فكلّ الأدلّة تقول أنّ إياد زوج شقيقتها هو من فعلها بالإضافة إلى ما هذت به لميس نفسها بالأمس لها ولعمّها أبو مجد بكون إياد قام بحرقها فعلا كما كان دائما يتوعّدها!!

أفكار زاكية حول زواج شقيقتها لم تكن قد بدأت بعد بتحليلها عندما فتح باب الغرفة ليخرج منها شرطيان مرتديان الزيّ المعقّم الخاص بالدخول لوحدات الحروق حيث مصابين كشقيقتها بحروق من الدرجة الثالثة بلا جلد يغطّي لحمهم يكونون معرّضون بشكل خطير جدا لأنواع الالتهاب المختلفة والخطيرة

اقتربت منهم زاكية بلهفة بينما كانا يخلعان عنهما بضيق القفّازات والكمّامات التي كانت تغطّي وجوههم لتسألهم باهتمام كبير: شو سيادة الضابط شو حكت أختي؟

نظر الضابطان لبعضهما الأوّل بتوتّر والثاني بغلّ ونفور قبل أن يتنحنح أحدهما ويقول: ما في إشي ما كنّا عارفينه... زوجها هو اللي افتعل الحريق

فهتفت هي دون شعور بأسى وبغضب: طيب ليييش!؟

تبادل الضابطان النظرات من جديد قبل أن يجيبها ذاته من جديد: احم... على حسب كلام الضحية كان عنده مشاكل بالـ... ثقة

هزّت زاكية رأسها مؤكدة بقوّة وبحقد: فعلا كان شكّاك كتير

ومن ثمّ نظرت لهما بيأس وتساءلت: طيب وهلأ شو؟

فهزّ كتفيه وقال: ولا إشي المحضر راح يتسكّر الفاعل مات وما في شي بإيدنا ممكن نعمله

أطرقت زاكية رأسها بقنوط وقالت هامسة: هيييك؟ بكل هالبساطة؟!

فيردّ عليها هو ذاته من جديد ويقول يتأنّي وكأنّه ينتقي كلماته: ربّك ما بضيّع حق حد وراح ييجي وقت يحاسب فيه الجميع

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن