الفصل الخامس عشر

5.4K 121 2
                                    

الفصل الخامس عشر

يكزّ على أسنانه بغضب لم يفارقه منذ أن دخل إلى بيته حاملا في قلبه شوقه الذي لا يفارقة طيلة مفارقته له، لهفته ليعود إلى حضنه، بل إلى حضن صاحبته التي أحالت الفوضى التي كان يعيش بها إلى حياة، برودة حياته إلى دفء، وصحراء قلبه إلى.... جنة!

هكذا كان....

إلى أن دخل إلى بيته ليرى أنّ بعضا من كوابيس الماضي يأبى إلّا ملاحقته محاولا أن يعيث بنعيم جنّته فسادا، ولكن هيهات وهو قد أجاد الاختيار هذه المرّة، هيهات بعد أن نال جزاء صبره أخيرا بزوجة عاقلة ذكيّة، استطاعت أن تؤجّج نيران زوجته السابقة دون أن ترفّ بجفنها أو تفعل شيئا

هكذا رآهنّ عندما دخل بيته، تجلسان معا في غرفة الضيوف حيث أجلستها لميس محجّمة دورها في بيت كان لها سابقا، مسبغة عليها بكرم ضيافتها كما على أيّ ربّة منزل مقتدرة أن تفعل، تتبادل معها حوارا مجاملا ريثما يأتي هو لتتحدّث معه بذلك "الموضوع الشخصي الخاص" الذي تريده به كما أخبرتها

وها هو يجلس معها الآن بعد أن غادرتهم لميس بهدوء خادع مخبرة إيّاهم أنّها ستحضّر طاولة الطعام حتّى تشاركهم الضيفة فيه، رافضة أن تغلق الباب وراءها كما طلبت منها طليقته بوقاحة قائلة لها بكلّ برود وبابتسامة استفزّتها: "لا يخلونّ رجل بامرأة إلّا ومعها ذو محرم"، إذا مُصرّة على تسكير الباب والموضوع خاصّ لهالدرجة أنا ممكن أنادي صارم يقعد معاكم!

رفعت طليقته حاجبيها بغيظ وقالت تريد أن تكيدها: شو خلوة وما خلوة إنتِ ناسية إنّه كان جوزي؟

ابتسمت لميس وقالت: كان، أمّا هلّأ صرتي بالنّسبه إله غريبه ، أجنبيّة!

قالتها لميس وأوشكت على الخروج تأبى أن تطاوع تلك الكريهة بجرّها لدناءة لم تعد تناسبها، إلّا أنّها أبت إلّا أن تثير بعضا من غضبها الذي تعمل جاهدة على إبقاءه دفينا بداخلها: شو خايفة على أبو نبراس من الشيطان

حينها توقّفت لميس، ونظرت إليه بعيون ملتمعة أثارت شهيّته وأجّجت عواطفه لتقول بثقة وفخر: أبو صارم -قالتها مشدّدة على الاسم- أقوى من أيّ شيطان!

ابتسامة شاردة ارتسمت على وجه الكاسر دون أن يشعر بينما يستعيد كلماتها تلك بل موقفها كلّه، أثارت حنق أم نبراس فنادت عليه بنفاذ صبر مضيق قائلة: كاسر!

بضيق نظر إليها وقال ناهرا: عمى! مالك بتصرخي هيك؟ بعدين شو جابك هون؟ "ما الذي أتى بك هنا؟"

بلوم ودلال تخفي خلفهما غيرة عنيفة أجابته: هيك يا أبو نبراس هانت عليك العشرة وبتطرد فيّي؟

ابتسم الكاسر بسخرية وقالت: أوّلا أنا أبو صارم، ثانيا أنا ما طردتك، ثالثا أهلك ما فهّموكِ إنّه ما بصير تدخلي دار زلمة أجنبي لحالك من غير محرم؟ بعدين إحنا مش من يوم ما تطلّقنا كل أمورنا بتصير بين إمّي وإمّك؟ لشو الجيّة "القدوم" هون اليوم؟

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن