بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملة

الفصل الحادي والأربعون ج١

الفصل الواحد والأربعون جزء أول

أشعّة الشمس القويّة التي كانت تتسلّل عبر الستائر البيضاء الشفّافة لامست بشرة وجهها واستطاعت بشكل ما أن تتسلّل عبر أهدابه فتلطّخ سواد شعورها بوهج أحمر، بضيق تملمت بمكانها ليفاجئها صداع شديد شقّ صدغها فأنّت له بألم، بمقاومة وإحساس بالغرابة يجتاج إدراكها حاولت جيهان فتح عينيها ولكنّها الألم ازداد عصفا برأسها فرمت به بثقل شديدة فوق الوسادة خلفها

عطر غريب ومألوف بذات الوقت تسلّل لوعيها فقطّبت جبينها بغرابة، وبأناة ابتدأت تفتح أهدابها فلا تصدمها الانارة القوية مرة أخرى

ما إن فتحت عينيها تماما واعتادت الرؤيا حتّى نظرت حولها ثمّ اتّسعت أجفانها وبحلقت بالمكان الغريب حولها بغرابة أوّلا ثمّ بخوف

جلست بمكانها فوق السرير الغريب وسؤال ملحّ يطرف أفكارها

أين هي؟

يا الله أين هيّ؟

بعنف فركت صدغيها تحاول إقصاء الألم فيهما وربّما تصفية ذهنها قليلا لعلّ التشوّش الذي تشعر به ينجلي من رأسها

ما آخر شيء فعلته بالأمس؟

هكذا سألت نفسها

فجأة شهقت جيهان بقوّة وابتدأت فرائصها ترتعد

الأمس... الكراج... الظلمة و.... منير

بفزع قامت عن السرير وأخذت تنظر حولها، أين هي؟ وكيف أحضرها منير إلى هنا وما الذي فعله لها؟

لحظة وكانت تنظر إلى نفسها برعب وتتحسسّ جسدها بجنون، تتفقّد ملابسها بعشوائيّة وعقلها يردّد ذات السؤال مرات ومرات

ماذا الذي فعله بها منير؟ ولماذا أحضرها إلى هنا؟

لا بدّ أنّه أذاها... حتما.. لا بدّ... أكيد

بجنون تنظر حولها، وبخطوات متعثّرة تخرج من الغرفة، تنظر حولها فلا تجد أحدا، عقلها لا يسعفها على تأمّل المكان الأنيق من حولها، تدور حول نفسها مرّات ومرّات، تحاول أن تلتقط أيّ إشارة أو دليل للفوضى المرعبة التي تحياها فلا تجد أمامها إلّا الفراغ والصمت

تدخل الغرفة من جديد، أمام المرآة تتفقد ملابسها بحرص أكبر، فتجدها كما هي إلّا من زرّ مفتوح بمنتصف قميصها

ولكن لا... مهلا... ليس هذا فقط... فحزام بنطالها مفقود... يا الله ما الذي يعنيه هذا؟ ما الذي فعله ذلك الحقير؟

بجنون تتوجّه ناحية السرير، تنظر فوقه وتحته، فلا تجد شيئا، وفجأة تقلب الأغطية وتنفضها فيقع على الأرض، بشحوب تنظر إليه للحظات ثمّ بنبضات متسارعة وأنفاس لاهثة تتفقّد السرير

لا شيء

تقترب أكثر، بهوس تمسّده وتتفحّصه

ومن جديد لا شيء