الفصل الثامن والثلاثون

5.1K 117 2
                                    

الفصل الثامن والثلاثون

بمآقي جافّة، ووجه جامد، وعيون ملبّدة، توضّب حقيبتها تسيطر على ذاتها بصلابة وثبات، تتجاهل ذلك الألم الذي يستعر بداخل روحها الآن، وتتخطّى الحسرة والخسارة بقوّة وقودها... شهادة حق

"انا اشهد انّك ونعم الزوجة، انا اشهد انّي ما عمري ارتحت مع زوجة زيّ ما ارتحت معاك، وانا اشهد انّك... أطهر مرة شفتها بحياتي"

راحة كبيرة تلك التي شهقت لها روحها وهي تتلقّى اعترافا صريحا منه هو بالذات فشتّان ما بين

"اللي زيّك... بعمرها ما بتّوب ولو حاولت... ما بتعرف!!"

وما بين

"وانا اشهد انّك... أطهر مرة شفتها بحياتي"

ولكن تلك الشهادة التي لطالما انتظرتها لم تجلب لها شيئا من سعادة للأسف بل بالعكس فهو ما إن قالها حتّى سلب منها حقّها بالرضا، إذ قام بنفيها بعيدا عن أرضه ووطنه، هجّرها منه بتصريح واضح لا لبس فيه ليملّكه لغيرها بورقة شرعيّة

مدّت لميس يدها لداخل الخزانة لتتناول آخر قطعة من ملابسها إلّا أنّها سرعان ما ارتجفت وتهالكت بجانبها بلا حول لها ولا قوّة وهي تلمح بجانبها قميصا أسودا داخليا له

مدّت يدا مرتعشة إليه، تتوق لاحتضانه، استنشاق عبيره، تنشّق عطره، ولكنّها كلماته تضرب قلبها بقوّة من جديد

مش قادر... والزواج.. رغم كلّ شي... راح يتمّ"

احتدّت أنفاسها واشتعلت مقلتاها وجمدت يدها بصلابة من جديد

سيتزوّج

سيصبح من حقّ غيرها

سيدخل غيرها لمملكتها فتعبث فيها كما تريد

سيمارس شغفه فوق جسد أخرى غيرها، يحفر فوق تضاريسها آثار رجولته، يدفن زمجرات متعته بين حنايا جسدها، وتبادله التقبيل، تتلمّسه، تنبهر به، ودون أن يطلب منها تعطيه

"آآآآه"

نطقتها لميس قويّة محترقة

ستموت... لو فعلها حقّا ستموت

دون أن تشعر مالت برأسها فوق باب خزانتها

سيفعلها

هو لا يتراجع عن كلمة قالها

سيفعلها ويعلم أنّها... لن تحتمل... لن ترضى

"اللي بدّك ايّاه أخدتي منّي خلص اعتقيني لوجه الله!!"

نعم هي وسيلته الأخيرة لطردها من حياته بعد أن يئس منها، بعد أن يئس من انتفاضة قويّة تنتفضها لكرامتها، وبعد أن... قرّر أنّه أكثر صحة وشبابا من أن يعيش عمره دون أنثى... وبالطبع هذه الأنثى أبدا لن تكون هي!

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن