الفصل السادس والعشرون
تجلس على كرسيّ بلاستيكيّ بجانب العناية المركزة، منهارة ترتعش بقوة خوفا على زوجها، قابعة بين أحضان شقيقتها التي كانت أوّل من اتصلت بها عندما وجدت زوجها يقع أمام ناظريها منهارا بلا حول ولا قوة
تكتم صوت نحيبها فلا يصل لزوج شقيقتها سوى صدى لشهقاتها المخنوقة من تحت النقاب الغارق بدموعها والملاصق لوجهها كاتما أنفاسها
صوت خطوات الدكتور أحمد زوج ابنة عمها يقترب منهم نبّههم جميعا فتشنّج جسدها بترقب بينما تحفّز يوسف واقترب منه ينظر إليه بعينيه محاولا التكهّن بما لديه من أخبار، فطرف له أحمد بعينيه مطمئنا قبل أن تسأله زاكية باهتمام بعد ضغطة ملحّة من يد أختها فوق فخدها: أبو راشد طمنّا شو حكولك جوّه بالعنايه؟
بابتسامة مطمئنة ونبرة هادئة أجابها: لا الحمد لله وضعه مطمئن وما في شي بيخوّف
بتضرّع نظرت لميس إليه وسألته كاسرة حياءها باللهفة: كيف ما في شي بيخوف؟ ليش هيك وقع من طوله إذا وليش دخّلوه عالعناية؟
غاضّا بصره باحترام أجابها أحمد: أختي أم صارم جوزك صابته ذبحة صدريّة لكن الحمدلله لإنه جسمه ما شاء الله قوي وبيتحمّل فكانت خفيفة وما تسبّبت بضرر حقيقي لقلبه
بارتخاء انفلتت جميع أعصابها المشدودة وهمست تقول: الحمد لله الحمد لله، طيّب ليش لسّاته جوّه؟
بأناة أجابها أحمد موضّحا: الموضوع مش هيّن لهالدرجة أختي يعني لازم يضلّ كم ساعة تحت المراقبه وينعملّه تخطيط قلب
بصوت مهزوز سألته لميس غير قادرة على كبح دموعها: دكتور حلّفتك بالله وضعه منيح عنجد ولا بس بتحكي هيك عشان اتطمني؟
ابتسم أحمد وأجابها قائلا بصدق: اقسم بالله يا ام صارم جوزك وضعه منيح وما بخوّف، يومين تلاتة وبتلاقيه رجع زيّ أوّل وواقف على رجليه
صمتت لميس بعد تمتمة شكر وأغمضت عينيها براحة حامدة الله وسامحة لدموعها أن تنطلق براحتها، بينما قلبها انقبض بقوّة عند تخيّلها لتلك اللحظة التي سيعود فيها كما كان فعلا وكيف ستكون ردّة فعله بعد انجلاء الصدمة
نظر أحمد لزاكية ويوسف قائلا: طيب راح أروح أنا على شغلي هلّأ، وأي شي بتحتاجوه اسألوا عالدكتور عادل حدّاد وخبروه إنكم من طرفي وان شاء الله ما راح يقصّر
تركت زاكية المقعد بجانب أختها واستوقفته قائلة: أبو راشد دقيقة لو سمحت، ممكن توصفلي بدقة وضع قلبه حاليا؟
ابتسم أحمد وأجابها مطمئنا بينما يخاطبها باهتمام: زوزو لا تخافي، الوضع مطمئن فعلا، يبدو أبو صارم تعرض لصدمة قويّة او يمكن مجهود قوي ومفاجئ، فتشنّجت الشرايين بقلبه وبتعرفي بهيك حالة للوهلة الأولى الواحد بيعتقد إنّه الحالة هي جلطة بالقلب لكن مع الفحوصات وتخطيط القلب تبيّن إنّه الأمر أخفّ من هيك والسبب زيّ ما حكيت لأختك إنّه الرجال ما شاء الله محافظ على صحته وجسمه قوي وبيتحمل، وعامة الدكتور المختصّ اللي متابع حالته هلّأ بيطلع وممكن تسأليه شو ما بدّك وتطمّني منّه أكتر
أنت تقرأ
بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملة
Romanceرواية للكاتبة المتألقة نيفين أبو غنيم.. الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب حقوق الملكية محفوظة للكاتبة نيفين ابو غنيم..