الفصل الخامس والثلاثون ج٢

5.4K 118 4
                                    

الفصل الخامس والثلاثون
"الجزء الثاني"

في حالة من الهرج يتنقّل أولاده بداخل الجناح الصغير داخل أحد فنادق العقبة الكبيرة والذي كان قد تكفّل بحجزه لهم قريب لعديله يُدعى عماد، فحَجْز عدد كبير من الأجنحة والغرف لم يكن أمرا يسيرا في هذا الوقت من السنة حيث أنّ أخوة عديله قد تحمّسوا جميعا وقرّروا مرافقتهم... وكأنّ هذا ما كان ينقصه!!

ينظر إليها خفية بطرف عينه بعد أن خلعت عنها عباءتها الكحلية ونقابها الأبيض لتظلّ ببنطال أزرق من الجينز الكالح الخفيف المطّاط وبلوزة سوداء بأكمام شديدة القصر بسيطة التفصيل ولكنّها بدت له مهلكة، فوجد نفسه يقترب منها ويهمس لها كي لا يسمعه أولاده الصاخبين بالغرفة المجاورة حيث سيرقد الثلاثة الكبار: شو هاد اللي لابستيه؟

توقّفت يداها عن افراغ الحقائب الصغيرة ثمّ نظرت لنفسها باستغرب وقالت له: شو فيه؟ لابسة بنطلون وبلوزة عادي

تأمّلها الكاسر قليلا لينظر لهذا العادي الذي تتحدّث عنه، فارتسمت بعقله تفاصيل جسدها الغائبة عن بصره دونا عن بصيرته ووجد نفسه يستعيد كلّ تفصيلة منها بدقّة.. صادمة

ما به؟ ما الذي يحدث له؟ أما ترتديه هو السبب والذي قد يبدو منطقيا "عادي" فعلا، ولكن واقعيا هو "الجنون" بعينه لا سيّما وهي ترفع شعرها فوق رأسها بكعكة نزقة يتهدّل منها كثير من الخصلات العشوائيّة الـ... مهلكة، عندها نطق بعصبية: الولاد هون شو هو الي عادي؟!

من جديد نظرت لنفسها بتدقيق ثمّ إليه وأجابته: بعرف إنّه الولاد هون، ولادي على فكرة... ومع ذلك أنا لا لابسة مشلّح ولا ملزّق "مكشوف أو ملتصق"

لثانية تأمّل الكاسر نحرها فصدرها فأوراكها ليعود من جديد ويحدّد معالم وجهها ثمّ سألها قائلا: انتِ هيك شايفة؟

ببرود تدّعيه -ولو كان رأى تضرّج وجنتيها أو الابتسامة الناعمة التي لملمتها بسيطرة لكان أدركه- هزّت كتفها وأجابته: بصراحة آه

بغضب كزّ الكاسر على أسنانه وقال: براحتك

ثمّ صرخ بصوته الجهوري وقال: يا ولاااد

لحظات وكان أولاده الأربعة يقفون أمامه فقال لهم: إذا حابّين تسبحوا اليوم جهزوا حالكم بسرعة قبل ما تصير المغرب

بحماس رفع نبراس ذراعه بحركة الفوز وهتف: يسسس البحر أخيرا

إلّا أنّ والده قال له: لا ما في وقت هلّأ نروح عالبحر اتّفقنا كلنا نسبح اليوم بالمسبح وبكرة من الصبح بكير بننزل نسبح بالبحر

بلهفة أجابه ابنه: المهم نسبح!

إلّا أنّ العنود قالت بخيبة: خسارة كان نفسي أشوف البحر

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن