الفصل الثاني عشر ج١

4.8K 114 5
                                    


الفصل الثاني عشر
"الجزء الأول"

تائهة به وبفوضى ما يبثّه بها من مشاعر كانت، وغارقا فيها وفي عمق إحساسه بها كان، ساحبا إيّاها لدوّامة هوجاء من المشاعر لشدّة عنفها لا تثير بداخلها سوى تلك الفوضى... فوضى باتت مألوفة لديها من بعد ليلة و... لقاءين، فوضى تقف أمامها عاجزة ضعيفة مسلوبة الإرادة مبعثرة الرّوح و... انسانية الجسد، وهي إن كانت قد عجزت عن التماسك ليلة أمس، فانهارت بين ذراعيه هشّة المشاعر مبعثرة الروح راضخة الجسد، فهي صباحا وبعد ليلة بكاء طويل أكملتها فوق سجادتها بين يدي الله، تدعوه وتستجيره، تستخيره وتستعين به كانت قد أصبحت أكثر تماسكا، أكثر صلابة، أكثر تصميما على النجاح راضية عن الله مسلّمة لأقدارها التي قسمها لها راضية بعطيّته مقرّرة الحفاظ عليها متوكّلة عليه مفوّضة أمرها إليه بإعانتها على برّ زوجها وطاعته و... إرضاءه

وفجأة ومن بين لجّة الأفكار وفوضى المشاعر شعرت به يقتلعها بعيدا عنه بعنف قبل أن يمسكها كدمية ويخفيها خلف ظهره، وقبل أن تستطيع لميس استيعاب تصرّفه سمعت منال تقول وهي تدخل المطبخ: شو كل هاد بتجيب مي سيّد كاسر ولّا حليتلك القعدة عند لمّوس مش قادر تفارقها؟ وإنت ستّ لميس بردت الكنافة طعمونا إيّاها خلّونا نروّح بسرعة

ما إن انتهت منال من قول كلماتها حتّى أحسّت بتوتّر الأجواء من حولها، بشرارات الحميميّة التي كانت تفرقع في المكان قبل قليل، فلم يكن من الصعب عليها معرفة ما كان يحصل لا سيّما وأنفاس شقيقها التي رغم محاولته للسيطرة عليها بدت لها متسارعة، واحمرار وجنتي لميس الواضحة كانت أكثر من شاهد عليهما

حاولت منال إخفاء ابتسامتها الخبيثة خاصّة والكاسر يقول لها موبّخا: إنت متى بدّك ترجعي لعند جوزك ما بكفّي تاركتيه كلّ هاد الوقت لحاله؟

هزّت منال كتفيها قائلة ببساطة: ليش بشو مدايقك وجودي الله يسامحك، جمال سمحلي بإجازة شهر والشهر لسّة ما خلص

نظر إليها شقيقها وقال ببرود: إنت حرّة بس أنا عشانك بحكي، خايف يتعوّد عالنعيم اللي عايش فيه حاليا ويعطيكي إجازة مفتوحة طويلة الأمد!!

قال الكاسر ما قاله وخرج مخلّفا وراءه منال بعيون فاغرة وعقل متشكّك والأخرى لاهثة بقلب مرتعش

ما إن صحت منال من صدمتها على ما سمعته وبعد أن قرّرت أن تتصّل اليوم على زوجها فتنكّد عليه قليلا لكونه مرتاحا بعدم وجودها، حتّى أمسكت بذراع الأخرى تهزّها قائلة بحماس: كنتوا تبوسوا بعض؟

بذهول نظرت لميس لمنال بينما تشعر بوجنتيها تتضرّجان قائلة: شووو؟

أعادت عليها منال تقول: الكاسر كان يبوسك؟ يعني قصدي أخوي عادي بيعرف يبوس وهيك أشياء لطيفة زيّ النّاس الطبيعيين؟

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن