الفصل الثاني والأربعون

6K 122 3
                                    

الفصل اثنان وأربعون

بعد ساعات

يسلّمان على والدتهما بحبّ واحترام ويبدو على وجهيهما الانهاك من عناء الطريق وتخبّط الأفكار التي كانت تدور طوال ساعات في رأس كلّ واحد منهما

وبينما يرفض الكاسر عرض والدته لتناول الافطار كانت عينا همّام تبحثان عن أمل ولم يقاوم أن يسألها أخيرا: وين أمل؟

بسخرية أجابته: وين بدها تكون يعني؟ بغرفتها أكيد!

بضيق وقد ابتدأ يكره كلّ ما يذكّره بتلك سألها: لهسّة؟ ليش ما صحّيتيها تقوم تشوف شغل البيت معاك؟

بصدمة نظرت له والدته وهو الذي لم يتدّخل يوما بأمور كتلك وأجابته: لهسّة؟ وشغل البيت؟ من متى كنت تسأل عشغل بيت إنت وتدّخل فيه؟ بعدين الساعة لسّة تمنية ونص ما صارت، الله يرحم!!

تلك التلميحات حول تهاونه المثير للقرف مع حنان وتصرّفاتها أصبحت تثير حساسيته فهتف بها قائلا بحنق: اووووه عاد! مش كلّ ما أحكي كلمة تسمعوني هالكلمتين، عادي كنت حمار واتعلّمت من خطئي، ولّا الي بتوب عندكم بغلط؟!

بغضب نظر له الكاسر وهتف به قائلا: ليش هيك بتحكي مع إمّك؟

أمّا والدته فناظرته بعجب وسألت: إيش في شو صايرلك إنت! من متى هيك بتحكي؟

تغضّنت ملامحه ندما على طريقته في الحديث مع إمّه فأدار رأسه جانبا يزفر أنفاسه باختناق ثمّ وقف أمامهم قائلا: أنا رايح أطّمن عالولاد بعدين أروح أنام حاسس راسي راح ينفجر من كتر النعس

بعدم رضى أجابته والدته تقول: قصدك من اللي مخبّيه علينا

تجمّدت خطوات همّام ونظر إليها بتوجّس وقال: شو قصدك؟

بضيق أجابته تقول: يعني كلّ حياتك المخربطة هاي مش عاجبتني، طلاقك لمرتك زواجك المفاجئ ومع ذلك سكتنا وقلنا عنده اسباب، بس شو بالنسبة انّه تغيب اسبوعين وما ترجع، طيب ولادك شو ذنبهم؟ وعروستك؟ طيّب شو موقفك قدّام أهلها وانت تارك بنتهم بعمّان عروس وقاعد بالعقبة؟

فاقدا لأعصابه ضائقا بإقرار يضجّ في صدره بصحّة كلّ ما قالته والدته هتف قائلا بغضب: ما دخلهم بحياتي ما حدى إله حق يتدخّل فيها لا همّ ولا غيرهم

بغضب صرخت به والدته تقول: ما احنا طول عمرنا ساكتين بحياتك وما بنتدخل وهاي النتيجة طلاق وولاد مشردة وزوجة مهملة وطَفَر "افلاس" عشر سنين بتشتغل وبتتعب ومتغرب وحتّى دار ما عندك!

ملامح همّام كانت قد أصبحت قاتمة تماما فأمسك الكاسر الصامت بسبب حساسية همّام بيد والدته فصمتت هي الأخرى تكتم بداخل قلبها ألمها على أطيب أولادها قلبا والذي نظر إليها أخيرا ثمّ قال: معلش ثقّلت عليك انا وولادي كتير استحمليني بس كم اسبوع اشوف لرامي مدرسة بالعقبة واجي اخدهم يعيشوا كلهم معي هناك

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن