الفصل الثامن عشر

5.5K 110 1
                                    

الفصل الثامن عشر

تمشي على الشاطئ على استحياء تنظر حولها حينا وتلحظ نفسها أخرى، تقارن ما بينها وبين الآخرين حولها فتقرّر أن لا فرق كبير بينها وبينهم سوى بحشمتها، فترتاح نفسها قليلا، وتبدأ في بحث جاد عن زوجها لتراه حيث تركته منذ ما يقرب من الساعة حين ذهبت إلى غرفتهما لتبدل ملابسها وتؤدي صلاة العصر

أمّا هو فكان يجلس صامتا وبهدوء بينما ينظر أمامه نحو البحر مقطبا وبتركيز شديد وكأنه يفكر بحل معضلة شديدة الصعوبة

اقتربت منه بتول برويّة ولامست كتفه برقة لتنبّهه لعودتها وتقول باهتمام شديد: في ايه يا حسين؟

نظر لها حسين بغرابة وقال: ها؟ لا ما فيش

جلست بجانبه على ذات المقعد الطويل المائل والمصمم للاستلقاء على الشاطئ وقالت: ما فيش ازاي بس، انت قاعد كده بقالك ييجي أكتر من ساعة وبتفكر ومش حاسس بالدنيا حواليك، خير في ايه؟

حينها أولاها حسين جل اهتمامه وأخذ يتأمل بها وبكلّ تفاصيلها حتى احتقنت وجنتيها بالدماء وقالت: خير هو شكلي في حاجة غلط ولا ايه؟

هز حسين رأسه بحيرة وقال: لا أنا بس حيران و بفكر أسمّيكِ ايه

قطبت بتول بحيرة وقالت: تسميني ايه يعني ازاي؟

ببديهية نظر اليها وقال: هو انت مش كان اسمك بتول؟

هزت بتول رأسها وقالت: كان ولا يزال

برفض هتف بها قائلا: لا يا فالحة ما فيش ولا يزال

رفعت بتول حاجبيها وقالت بينما تضيق له عينيها من تحت النظارتين وتخصّرت قائلة: ليه إن شاء الله؟ ما عدش يشبه؟ مش برستيج؟

باستغراب نظر إليها حسين وهمس لنفسه قائلا: هيّ مالها دي احولّت كده ليه

نظر إليها وقال محاولا اقناعها : يا ستّ يا مجنونة انتِ هو انت مش كنت بتول؟ طب واللي حصل من يومين ولسّة بيحصل وهيحصل ان شاء الله كتير بعد كده بس انت ما تقاطعيش؟ طب بلاش، افرضي مثلا حبّيت أعرّفك على حدّ، اقولّهم ايه؟ المدام بتول؟! لا لا ما ينفعش تفضلي بتول دي حتّى تبقى عيبه كبيره فحقّي، أقولك! انا هسمّيك فتحية ايه رأيك؟ مش عاجبك؟ طب تقولي ايه باستفتاح؟

كانت بتول تنظر إليه بذهول يتزايد مع كلّ كلمة يقولها قبل أن تهتف به قائلة: يا نهار مش فايت، انت أكيد جرى لك حاجة من يوم ما اتجوّزت

ابتسم حسين لها وقال: تصدّقي آه، أنا طول عمري مخي يمين لكن حاسس انه بقاله كم يوم شمال، بس تقولي ايه معذووور، محروم بعيد عنك، بقولك ايه ما يلا بينا نروح ننام؟

بتوبيخ هتفت به قائلة: ننام ايه بس انت هتجنّني، الشمس لسة طالعة وفي نص السما وانت عايز تنام

بين عينيك ذنبي وتوبتي(الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن