"نحن ننتمي لبعضنا فحسب، لا حاجة ليحتوينا العالم"
__________________
انقلبت حياة آدم بين ليلة وضحاها عندما انتحرت والدته ورحلت تاركة خلفها فوضى كبيرة كان عليه تنظيفها لوحده.
جاكلين سكارتر خريجة طب النفس الحديثة التي يتم تعيينها كَطبيبة نفسية مختصة بم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
"الإصطدام بجِدار الحقيقة مؤلم جدا آدم، أنا أعلم" الكلمات صدرت عنه، بنبرته الرسمية الجادة يشابك يديه معا على سطح المكتب حيث ذراعيه ترتاحان ويرمقني بنظرات هادئة بعينيه البنيتين خلف النظارات الطبية الخاصة به، السيد نيكولاي سكارتر، طبيبي النفساني.
زفرة مسموعة أطلقتها فيما أمرر يدي في خصلات شعري البني وتمتمت بضيق "أنت لا تفهم"
توقفتُ عند تلك الكلمات أراه يومئ بذقنه الحادة بخفة "بلى أفهم جيدا" عدل من وضع نظاراته "أنت قد عدتَ للتو للواقع، أنت تكتشف بأنك كنتَ تعيش وهما طوال هذه المدة وهذا يؤثر على أفعالك"
رمقني بهدوء يومئ يعطيني نظرة مستعطفة كرهتُها بشدة "لكن لا بأس، بما أنك قد مررتَ بتجربة صعبة للغاية، لا بد أنك أدركتَ الكثير"
أنهى جملته يتفحص وجهي منتظرا ردة فعلي، يراقب بإهتمام، وأنا فقط أجبرت نفسي على إيماءة خفيفة أدير رأسي للجانب وأطلق نفسا حارا، لا يمكن أن أنسى تلك التجربة أبدا.
لم أنطق بأي حرف أجعل من الصمت يطول أكثر فأكثر، لكني رغم ذلك ظللت محتفظا بهدوئي وإتزاني، عكس الفوضى التي أحدثتها ذكريات الماضي فجأة.
"آدم، أول شيء عليكَ إدراكه -وقد سبق لنا الحديث بشأنه- هو أنك لستَ الوحيد" عيناي سُلّطتا عليه أراه يبتسم بخفة، إبتسامة غير ظاهرة بتاتا لكني إستطعت ملاحظتها
"لستَ الوحيد الذي عانى بسبب الإدمان، ولست الوحيد الذي قضى بضعة أشهر في السجن ثم في مركز إعادة التأهيل، هناك آلاف، ملايين الأشخاص في العالم يعانون أكثر منكَ." خللتُ أصابعي في خصلاتي مرة أخرى أبعثرها هذه المرة بشكل أقوى، أصدر نفسا آخر، نفس يلي الآخر، لا أريد من أحد أن يذكرني بالأمر.
"أعلم، لا داعي لذكر هذا" صوتي ممتعض، جاف وحانق.
"أفهم هذا، لكني أقول هذا كي يسعك التفكير في الأمر من نطاق أوسع، هل تفهمني آدم؟ أنتَ الآن تخطو في طريق سليم وعليكَ أن تدركَ مدى جديّة الأمر"