27- لا بأس بالفشل

37K 2.9K 1.2K
                                    

لقد اخفقت!

جاك لقد فشلتِ فشلا ذريعا؛ خاطبتُ نفسي أشكل قبضتاي في جيوب سترتي القطنية، أقف أمام عمي نيكولاي الجالس خلف مكتبه، أصنع إبتسامة هادئة وأستمع إليه؛ لم أرغب في الجلوس، ليس وأن هذه اللحظة حارّة، موترة وحاسمة.

خلع نظاراته يضعها على سطح المكتب ويمد يديه يجمعهما معا، هو خفض بصره إلى الأوراق تحت ذراعيه، يطلق نفسا خافتا ويهز رأسه برفق؛ حركاته جعلتني أدرك الإجابة بالفعل، لذا قضمتُ باطن وجنتي أحاول التحكم في تعابيري.

"لا أعلم كيف أبدأ حديثي جاكلين، أنا حقا في حيرة" ابتدر الكلام يبلل شفاهه ويرفع بصره إليّ، يطالعني بنظرات خائبة، لم يكن أمامي سوى زم شفاهي والإبتلاع ببطئ، ابتسمت بخفوت أردف "يمكنك فقط اخباري مباشرة، لا بأس"

"لقد فشِل برنامجك، أنا حقا آسف لذلك" نطق جملته بهدوء شديد، وكانت كل كلمة أشبه بصفعة قوية، قلبي انقبض وشعرت كأن صخرة قامت بسحق كياني للتو؛ ابتلعت أرمش و أحاول ألا أتأثر، رغم توقعي للإجابة مسبقا، إلا أن سماعها على أنها حقيقة فعلية يجعل أمعائي تتقلص.

"رغم أنه كان جيدا، لكن الإدارة اعترفت بأنه برنامج فاشل" هو أضاف ونظراته أصبحت ليّنة، يا للخيبة!

عمي نيكولاي بلل شفاهه يضيف بينما يقلب الأوراق أمامه "العديد من الجلسات غير مسجلة، وبعد النظر في الأمر، قالوا بأن برنامجك يبدو جيدا ومساعدا من ظاهره، لكن في باطنه تبيّن أنه يضغط على المريض ويوتره أكثر" لا يمكن أن أصف شعوري حينما تفوه بتلك الكلمات، شعرتُ بالخسارة والسخرية من نفسي.

مالذي توقعته على أية حال؟ آدم أخبرني في أول لقاء لنا بأني مبتدئة ولا أعرف شيئا عن العلاج.

تبيّن أنه كان محقا بعد كل شيء.

ها أنا ذا الآن أقف وأستمع لنتيجة برنامجي، لقد مضى أسبوع منذ الحادث، وآدم فوّت كل الجلسات، لم يبقَ لدي سوى بضعة أيام، مالذي سأفعله فيها على أية حال؟

لقد أعلنوا رفضهم لي ولبرنامجي.

"هل–هل يمكنني سماع بعض الآراء؟" قلتُ بخفوت أحرك ساقي بتوتر، أرمش وأدير وجهي للجانب كي لا يرى عمي احمرار عيناي. سمعته بينما يطلق تنهيدة ويقلب الأوراق، لحظات ثم نطق بهدوء يقرأ من الورقة "مدة البرنامج غير مضبوطة بشكل جيد ولا تساعد المريض" توقف يرفع عينيه بإتجاهي، يتأمل رد فعلي، لكني استمررت بالنظر للجانب، أقضم وجنتي وأسمعه يضيف "الطريقة الخاصة بأول ثلاثة أيام فاشلة وغير مجدية، تضغط على المريض وتضعه في موضع القلق بشأن كونه مراقبا" حمحم يتابع مباشرة "بإمكانه إخفاء العديد من الأشياء، ولن يتصرف على سجيته كما هو متوقع، المريض سيسير وفق ما يريده المعالج، وهذا يؤدي في النهاية الى عدم التوصل الى المعرفة والتواصل الحقيقين، وبالتالي عدم نجاح الخطة الموضوعة"

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن