17- خطأ

43.2K 3.1K 2.4K
                                    

الهواء البارد حرك خصلاتي يجعلني أغمض عيناي للحظات أستشعر الأحاسيس التي إحتلتني فجأة، أرفع عنقي للأعلى قليلا ويداي في جيوب معطفي القطني، أخذتُ نفسا عميقا أملئ به رئتاي وأعيد إطلاقه، أفتح عيناي وأخفض بصري للأسفل، أسلط نظراتي على القبر أمامي.

أوليفر سكارتر.

إبن وأخ وصديق.

تاريخ ميلاده وتاريخ وفاته؛ إبتسمتُ بإنكسار أتقدم خطوة للأمام، كعب حذائي الجلدي ذا العنق أصدر صوتا عندما دهستُ فوق الأرض المعشبة، إنحنيتُ أثني ساقاي، أخرج من جيبي الأيسر الوردة البيضاء التي كانت هنا، بهدوء أمدّ ذراعاي لأضعها على التربة، فوق قبره.

"ستبقى دائما في ذاكرتي أوليفر" همستُ بصوت ضعيف أبتسم بوهن، أحاول ألاّ أبكي. لن أبكي.

اصابعي مرت على شاهد قبره الإسمنتي أستشعر البرودة القاتلة، إبتلعتُ أجلس على الأرض ممدة ساقاي، أسند جانب جسدي على الشاهد، أطلق نفسا ضعيفا للغاية، أغمض عيناي وأستحضر صور أوليفر، ذكرياتي كلها تطفو مجددا.

"أتمنى أن تكون في مكان أفضل" نطقت بها من بين شفاهي أبتسم رغما عني، "أنا أشتاق إليكَ كثيرا، هل تعلم ذلك؟" ضحكتُ بخفة أدير عنقي أقرأ إسمه مرة أخرى، أتابع بخفوت "لا أصدق أنها أربع سنوات بالفعل على رحيلك، هل تعلم أني ما أزال أنتظر عودتك؟ تفتح باب غرفتي وتقتحمها دون إذن لتأتي لي بمجلات المانغا وسلاسل أفلام نقضي بها عطل نهاية الأسبوع"

إبتسمتُ أشعر بعيناي تحرقانني، كتلة خشنة تشكلت في حلقي أجبرتُ نفسي على إبتلاعها أتابع بصوت مهتز، ما أزال مبتسمة، "أريد إخباركَ بكل ما فاتك، ماركوس كسر قلبي، هل تريد مشاجرته؟ اوه لقد تعرفتُ على صديق جديد اسمه آدم، ستحبه كثيرا، هو مغني روك لديه أغاني رائعة، ستعجبك موسيقاه، أنا أعلم--" توقفتُ أشعر بكلماتي تنعقد، صوتي يهتز ويخرج متقطعا، دموع دافئة نزلت على وجنتاي وقد آلمني حلقي لأني أحبس ذلك، شفاهي كانت ترتجف أحاول ألا أنهار.

"أنا أشتاق إليكَ كثيرا أوليفر" كلماتي إختلطت مع صوت بكائي أرخي جبيني على الشاهد الاسمنتي البارد، أضع ذراعي عليه؛ اهتز كتفاي حينما خرجت شهقاتي بصوت مسموع قليلا، "لماذا كان عليكَ أن ترحل دون توديعي؟ لماذا توقف قلبك في تلك اللحظة؟ هل فكرت بي في لحظاتك الأخيرة؟"

أخي.

دموع أخرى، أكثر سخونة واصلت السيل والإنجراف أشعر بألم حلقي، جفافه والكتلة التي تعيق تنفسي، أريد الصراخ.

"أردتُ أن نتابع الطريق معا، هل تتذكر الوعود؟" همستُ أغلق عيناي أعود للوراء، حيث الذكريات---الدافئة.

"شعركِ قبيح" بعثر شعري يتخطاني للمطبخ يجعلني أزفر بقوة وأوجه له نظرات حادة، "لا تعبث في شعري"

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن