28- أجيبيني

40.6K 3K 3.3K
                                    




من كان يتوقع أن قضاء بضعة أيام في منزل والداي سيجعلني أتحسن لهذه الدرجة؟

فطائر التفاح الخاصة بوالدي، سقي أزهار أمي، اللعب مع اورانج القط الجميل الذي أصبح فردا من العائلة، الأغاني التي كان يحتفظ بها أوليفر والإستيقاظ باكرا دون التفكير بأي شيء.

نعم هذا يجعلني أشعر بتحسن كبير.

كنتُ مركزة للغاية في رسم محدد العيون أمام المرآة، انتهيتُ من عين واحدة وبقي الثانية، اللعنة! هذا صعب للغاية، صعب للدرجة التي اضطررت فيها الى مشاهدة عشرات الفيديوهات حتى أعرف طريقة رسمه.

لستُ جيدة في المكياج بعد كل شيء، أعلم هذا.

"هناك شاب ياباني ينتظركِ في الخارج" صوت أمي وهي تدخل غرفتي جعلني أرمي بصري إليها من خلال المرآة، أراها تنظر إليّ بإبتسامة بينما تعقد ذراعيها على صدرها، ترفع أحد حاجبيها بمكر "لم أعلم أنكِ تفضلين الشباب الأجانب"

"اوه لا! هذا صديقي فحسب، انه دايتو" قلتُ بإبتسامة متوترة أحاول تصحيح وجهة نظرها وهي ضحكت بخفة تهز رأسها وتسير ناحيتي "دايتو اذا؟ اسم جميل" ابتسمتُ بخفة أومئ بتأكيد "نعم، جاء لإصطحابي لحفل آدم"

أمي أخذت قلم محدد العيون من يدي، تسحبني بهدوء لأجلس على طرف سريري، ابتسامة ودودة ارتسمت على شفاهها بينما تبدأ برسمه لأجلي، تحدثت بصوت هادئ "لقد حضرت له الكعك الذي طلبتِه مني، استخدمت الطريقة التي كان يحبّها أوليفر" أنهت كلماتها وهززتُ رأسي بإمتنان أشعر بقلبي يرفرف، اللعنة! أنا متحمسة لعيد ميلاد آدم.

"هل ستخرجين بهذا الثوب الفاضح؟" أمي ابتعدت بعدما انتهت من عيني، تقف أمامي وتعقد ذراعيها على صدرها، ولم يكن أمامي سوى أن أتنهد بخفة وأقف أمام المرآة لألقي نظرة على الثوب الأرجواني الداكن القصير الذي كنتُ أرتديه، إنه جميل، لكنه يكشف كل كتفاي وأعلى صدري، ضحكتُ بخفة أهز رأسي بنفي "بالطبع لا" تقدمتُ نحو الكرسي بجانب طاولة المكتب ألتقط سترة أوليفر السوداء التي تحمل اسمه، ارتديتها بسرعة وأغلقت السحاب، أنظر إلى أمي بحاجب مرفوع "ما رأيكِ الآن؟"

"هل جيمي من اقترحت لكِ هذا الفستان؟" سؤالها جعلني أتوقف مكاني، أرمش لبضع لحظات ولم أجد الكلمات المناسبة للرّد، اسمعها تتابع بضحكة خفيفة "لابدّ أنها هي من خلال نظراتك، هيا يا فتاة الروك، سأذهب لأجهز لكِ قطع الكعك" رمت كلماتها تسير بإتجاه الباب، إلتفتت تغمزني "لا تجعلي دايتو ينتظر كثيرا" بهذا القول خرجت تغلق الباب وراءها وتتركني واقفة مكاني.

زفرتُ أسرع لأنتعل حذاء أسود ثقيل ذا عنق مثل خاصة آدم، ثم عدتُ لألقي نظرة أخيرة على نفسي في المرآة، اتسعت ابتسامتي حين أدركتُ أني أبدو مثل نجوم الروك تماما، محدد العيون والكحل اللذان كنت أضعهما، شعري الفوضوي، الفستان القصير والسترة الواسعة وأخيرا الحذاء الثقيل، أبدو مذهلة.

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن