6- ليلة صاخبة

55.5K 3.6K 3.7K
                                    

وقفتُ بجانب آدم العاقد لذراعيه أطالع المرآب الذي كان على بعد بضع خطوات منا، الباب الكبير كان مفتوح ولاحظتُ وجود بعض الفتيان بالداخل، كانوا يتحدثون بصخب بينما يقومون بتلك الأمور الخاصة بالسيارة، آدم فكّ عقدة ذراعيه وتقدم للأمام يجعلني أسير خلفه أتبع خطواته، بمجرد إقترابنا من المكان رأيتُ الأعين الزرقاء التي إرتفعت ناحيتنا، تقدم شاب منا على وجهه إبتسامة واسعة، شعره بني غامق ويرتدي قميص بدون أكمام أظهر عضلات ذراعيه القوية، ألقى نظراته عليّ بينما يخاطب الواقف بجانبي "آدم، لقد قررت المجيء أخيرا"

مدّ يده ليصافحه والآخر بادله، إبتسم آدم ساخرا يرمي بصره بإتجاه المرآب "أرى أنه لم يتغير أي شيء دايف"

المدعو دايف هزّ ذراعيه يلوي عنقه للخلف ويلقي نظرة إلى الشاب الآخر في الداخل "تعلم، هكذا تجري الأمور" أصدر ضحكة خفيفة ثم أعاد عيناه بإتجاه، رفع حاجبيه يزيد من توسيع إبتسامته، "اوه، أرى أن لدينا صديقة جديدة" يده إرتفعت يمدها بإتجاهي وانحنى بطريقة نبيلة -مثيرة للقشعريرة- "أنا دايف، دايف روبنسون"

ابتسمتُ بتوتر أمدّ يدي لأخذ خاصته وشعرت ببرودة جلده اتجاه خاصتي، يده كانت خشنة وله قبضة قوية "سرني التعرف عليك، جاكلين سكارتر"

"سررت بالتعرف عليك جاكلين" أفلت يدي بعد أن رمى لي نظرة ذات مغزى لم أفهمها لكنها جعلتني أبتلع بثقل وأتراجع خطوة للوراء بدون قصد مني، دايف لفّ عنقه بإتجاه آدم يرفع أحد حاجبيه "إذا؟ هل أنتما تتواعدان أو ما--" آدم قاطعه بنبرة ثابتة ونظرات جامدة "جاك صديقتي" بمجرد أن رمى كلماته لاحظت ملامح دايف تشتد، استغرق ثواني على تلك الحال قبل أن يطلق نفسا ويوجه إبتسامة ناحيتي "آسف لسوء فهمي جاك" استعمل اسم 'جاك' وشدد عليه، شيء ما في معدتي أحسستُ به ينغزني بخفة، اللعنة!

صوت محرك ارتفع في الهواء ثم ما لبث أن توقف، يتبعه بذلك صوت ذكوري ذا بحة متذمر "بئسا! ماللعنة معه؟" أنظار الجميع إتجهت إلى داخل المرآب وإلتقطت عيناي شاب آخر، أشقر وذا عيون زمردية ضيقة مسحوبة، شفاهه الرفيعة إلتوت بطريقة منزعجة بينما يضرب مقدمة السيارة التي كانت بدون غطاء، امتلك جسد عضلي يماثل جسد آدم غير أنه ليس مثل دايف الذي كان أضخمهم، زفر بقوة يلقي بنظره علينا "هذه العاهرة لا تريد--" توقف يرمش بمجرد أن لمح آدم، افترقت شفاهه بغير تصديق ثم اندفع ناحيتنا، لاحظت أنه كان يرتدي تيشرت أبيض ملطخ بزيت السيارات وبه بضع تمزيقات، بجانب خصره وأخرى على كتفه، يداه كانتا ملطختان أيضا، ابتسم يرفع ذراعيه يقود خطواته بإتجاهنا "آدم" صوته كان مرتفعا ونبرته مرحبة للغاية، وبمجرد أن أصبح بجانبه رفع يده يضرب كتفه ويجذبه إليه، آدم عقد حاجبيه بإنزعاج وتذمر يدفعه بعيدا عنه "اللعنة فين، لا تلطخ ملابسي" إبتسمتُ على ذلك وانفجر دايف ضاحكا "لقد فعل وإنتهى الأمر"

"ما زلتَ أنت ولم تتغير، آدم الذي لا يحب أن يلمسه أحد" فين قال بين قهقهاته بينما يفصل العناق، وآدم قلب عينيه بملل يقوم بخلع سترته الجلدية ويتفحصها "وأنت ما زلتَ أنت، تلتصق بالآخرين" فين لم يعره أي انتباه يحول بصره بإتجاهي، حاجبيه ارتفعا ينظر إليّ من أعلى لأسفل، "ومن تكونين؟" أغمض عينيه وجمع يديه معا عنده كأنه يدعو، تمتم بصوت منخفض "أتمنى ألا تكون حبيبته، أتمنى ألا تكون--" الضربة التي تلقاها على رأسه ذا الشعر الفوضوي الكثيف من طرف آدم جعلته يتوقف ويتذمر بألم، آدم قلب عينيه يزفر بخفة "توقف عن تفاهاتك، ولنتخطى التفاصيل والتقديمات، هذه جاك صديقتي، جاك هذا فين، أغبى بشري عرفته في حياتي" بدلت بصري بينهما بتشويش وفين مسح يده في تيشرته يقدمها لي "سررت بمعرفتك" أعين آدم وقعت علي ولكني لم أتردد في صنع إبتسامة خافتة وإلتقاط يده "سرني التعرف عليك فين"

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن