"يا له من صباح جميل!"
قلتُ بإبتسامة بينما أنزل من سيارة آدم وأصفع الباب ورائي بخفة، أطالع صفحة المياه الزرقاء أمامي على مرمى البصر، البحر كان هادئا والجوّ المنعش في هذا الوقت من الصباح منحني شعورا مذهلا، حرفيا.
آدم ترجل من السيارة يحمل كوبين كرتونيين من القهوة، ابتسامة هادئة على شفتيه ريثما يسير للأمام على الرمال بإتجاه الشاطئ، وكذلك فعلتُ ألحق به وأسير بجانبه، لا أستطيع إبعاد الإبتسامة عن شفتيّ حينما جلسنا معا على الرمال.
"تفضلي" هو مدّ لي كوبا أخذته أهز رأسي له "شكرا" أومأ يفتح الغطاء ويأخذ أول رشفة يدير وجهه إليّ ويبتسم "لقد أصبحت باردة" كلماته جعلتني أهزّ كتفاي بلا مبالاة آخذ رشفة أنا الأخرى، قهوة بالحليب....اختيار مثالي.
"إذا؟ لقد قررتَ أنت اليوم" تحدثتُ أتنفس بعمق وأثبت بصري على الزرقة الفسيحة أمامي، الأمواج المتلاطمة بسكون والهواء الذي يداعب بشرتي بأكملها ويتغلغل خلف أذاني حين تهب ريح خفيفة، دفئ إحتل داخلي وشعرتُ بجسدي يقشعر من الإحساس الجميل. آدم رفع أحد حاجبيه يضع الكوب جانبا، ويديه استقرتا على ركبتيه حيث ساقيه مثنيتين للأعلى أمامه، أمال رأسه يسألني "قررتُ ماذا؟"
"اختيار مكان الجلسة" كلماتي إختلطت بقهقهات خافتة آخذ رشفة أخرى، أكبر من سابقتها؛ أرى بينما آدم يرخي رموشه ويبتسم، يهز رأسه ويدير عنقه ليطالع المياه؛ فجأة! أصبح كل شيء فيه هادئا، ملامحه، جسده، حركاته ونظراته، رمشتُ أتأمل كل ذلك، لقد بدى شاردا، غارقا في شيء ما، شيء كبير.
خصلاته كانت تتراقص مع نسائم الهواء ولم يكن أمامي سوى إلتزام الصمت، أبتلع بخفوت وأنظر للأمام للحظات من الصمت، أعلم بأن آدم عليه أن يفكر كثيرا وينفض العديد من الأفكار عنه حتى يستطيع تصفية ذهنه والحديث معي.
"أخبرتني أنكِ أحببتِ الزيارة الأخيرة إلى هذا المكان، لذا أردتُها أن تتكرر" هو تحدث بهدوء وطالعته بإبتسامة صغيرة بينما أرتشف مرة أخرى من كوبي، أومئ بخفة بحركة بالكاد تُرى، "ولهذا قررت جعل الجلسة هنا؟" هو فقط اومأ لي دون إضافة أية كلمة، وجهه ما يزال مقابلا البحر، وعلمتُ بأن لديه أشياء كثيرة لقولها.
لن أضغط عليه رغم ذلك.
"فيما تفكر؟" سألته أخرجه من شروده، أجعله يدير عنقه ناحيتي، يرمي لي بنظرة هادئة، ابتسمت أميل رأسي "يمكننا الحديث عن أي شيء، كما تعلم" كلماتي جعلته يرفع أحد حاجبيه، يبتسم بجانبية "اوه حقا؟"
"بالطبع" هززت رأسي آخذ رشفة أخرى، أنا حقا أحب هذا الشراب. آدم ضحك يسحب الكوب من يدي وينظر إليه "لقد أنهيتِه بالفعل"
"أحببتُ مذاقه" عبرتُ بصراحة عن رأيي، أنظر إليه وأبتسم "ليست المرة الأولى التي أشرب فيها قهوة بالحليب بالطبع، لكن هذا الشراب لذيذ ومميز" أشرتُ إلى الكوب الشبه فارغ في يده وآدم هز رأسه يبتسم "لم أعلم أنه سيعجبك لهذه الدرجة، إنه الأرخص" نطق آخر كلمة بسخرية يجعل عقدة تتشكل بين حاجباي ويدي إمتدت أضرب كتفه بخفة "الثمن ليس مهما طالما هناك جودة عالية"
أنت تقرأ
آدم
Romance"نحن ننتمي لبعضنا فحسب، لا حاجة ليحتوينا العالم" __________________ انقلبت حياة آدم بين ليلة وضحاها عندما انتحرت والدته ورحلت تاركة خلفها فوضى كبيرة كان عليه تنظيفها لوحده. جاكلين سكارتر خريجة طب النفس الحديثة التي يتم تعيينها كَطبيبة نفسية مختصة بم...