"ماذا تفضلين أن تشربي؟"
دايتو سألني ينحني بجذعه على طاولة المشرب يعقد ذراعه على سطحها، يوجه إبتسامة ناعمة إليّ يجعلني أهزّ رأسي بحرج "أوه لا، أنا لا أشرب"
إتسعت إبتسامته يفتح ذراعيه في الهواء، يصدر ضحكة بصوته ذا البحة الناعمة "اذا تهتمين بصحتك جيدا"
ارتخت ملامحي ألوي خصلة في سبابتي وأحدق بالفراغ أمامي "كل ما في الأمر أن الثمالة لا تناسبني"
إقترب مني يصعد على الكرسي المرتفع ويجلس بهدوء، أمال رأسه بإهتمام "أشعر بالفضول الآن؛ هل لأنكِ تخشين التفوه بالسخافات؟"
رفعتُ عيناي بإتجاهه أوجه له نظرة خاطفة أبتعد عن عينيه بسرعة "تستطيع قول ذلك، أجل شيء من هذا القبيل"
"أعتقد أني أفهم ما تقصدينه" نبرته أصبحت لينة تجعلني أحدق به بإستغراب، أرمش بضع مرات أراه يبتسم برفق، كانت إبتسامة صادقة "تعلمين، عندما نحاول البقاء مخفيين قدر الإمكان كي لا يرى الآخرين تفاهاتنا واللعنات بداخلنا"
ضحك بخفة يتابع "صحيح جاك؟" إستغرقت ثانيتين أقلب الكلمات، شعرتُ بأن بها معاني دفينة، شيء ما يخفيه، لكني رغم ذلك أومأت له بخفة أقوم بتنظيف حلقي وأدير عنقي في المكان أمسح كل ركن به، اصوات تضارب الكؤوس بسبب نخب ما اختلطت مع الأحاديث المتنوعة، وهناك ذلك الشاب ذا الشعر الأشقر الذي يقوم بتأدية أغنية ما على المنصة بدون ألحان ويبدو أن لا أحد يستمع له إلا البعض، الكثير من المشاعر التي تملئ المكان، النظرات تعجّ بالكثير هنا، العديد من الأشخاص يتحدثون عن كل شيء، والبعض صامت للغاية يراقب، الروائح إختطلت مع بعضها تمنح المكان دفئا خاصا، ووجدت نفسي أبتسم بهدوء أعيد توجيه بصري بإتجاه دايتو أتجاهل سؤاله "لم يسبق لي زيارة هذا المكان من قبل"
"أليس من عادتك زيارة الحانات؟" هو حدّق بي بإهتمام، نظرات متسائلة تدفقت من عينيه الضيّقتين ووضع الساقي كأسين من الشامبانيا أمامنا، دايتو منحه نظرة ودودة يبتسم "شكرا اريك"
"على الرحب داي" رحل بعدما غمزه لخدمة زبائن آخرين، ودايتو أعاد إنتباهه لي يحمل كأسا بيده ويرفعها قليلا، ضحكة خفيفة تسربت من بين شفتيه الرفيعتين "أردتُ أن نشرب نخبا، لكن بما أنكِ لا تشربين يعني المزيد لي" كلامه جعلني أضحك وأومئ له بخفة "بالهناء"
"نخب الإختباء" ضرب كلا الكأسين معا ثم تجرع واحدا تلو الآخر دفعة واحدة، كنتُ أراقبه بينما يقوم بذلك، أراه يطرطق لسانه ويغمض عينيه بإستمتاع "إلهي كم أحب هذا المذاق"
"سيداتي سادتي الحضور؛ والآن سنترككم مع شخص مميز كان جميعنا يعرفه منذ زمن" تحدث صاحب الحانة من خلال مكبر الصوت يجذب أنظار الجميع ناحيته، وإلتفت كلانا للنظر إليه، هو تابع يمرر عيونه في المكان، "آدم ريدكاي سيقوم بتأدية أغنية منفردة" بمجرد أن أنهى كلامه تعالت أصوات التصفيق المختلطة بالتصفير ووجدتُ نفسي أمرر بصري في المكان بدهشة أرى الوجوه المتحمسة وكؤوس الخمر المرتفعة في الهواء، "ما يزالون يحبونه" صوت دايتو بجانبي جعلني ألتفت للوراء للنظر إليه، إبتسم يهز كتفيه، "هل كان يغني من قبل؟" تمتمت بتساؤل وهو أومأ مؤكدا "أجل، ويعزف أيضا في فرقة تقدم عروضها في الحانات" لوى شفتيه يهز كتفيه ويتابع "حسنا في وقت سابق"
![](https://img.wattpad.com/cover/328276166-288-k123037.jpg)
أنت تقرأ
آدم
Romance"نحن ننتمي لبعضنا فحسب، لا حاجة ليحتوينا العالم" __________________ انقلبت حياة آدم بين ليلة وضحاها عندما انتحرت والدته ورحلت تاركة خلفها فوضى كبيرة كان عليه تنظيفها لوحده. جاكلين سكارتر خريجة طب النفس الحديثة التي يتم تعيينها كَطبيبة نفسية مختصة بم...