طرقتُ باب المكتب مرتين قبل أن أفتحه قليلا وأطل برأسي أرى عمي سكارتر يجلس خلف مكتبه يطالع بعض الأوراق، كعادته هيئته مهندمة وشعره مصفف بطريقة أنيقة تليق بشخص مثله، شخص اسمه نيكولاي.
هو رفع عينيه يناظرني من خلف نظاراته الطبية ويرسم إبتسامة ليّنة على شفتيه، "هل طلبتني؟" صوتي كان هادئا وهو هزّ رأسه لي برفق "أجل، تعالي جاك" أومأت أقضم باطن وجنتي بخفة أتقدم للداخل بعدما أغلقت الباب ورائي، جذبتُ الكرسي المقابل له خلف طاولة المكتب أتخذ جلستي بهدوء؛ كنتُ قد وصلتُ لتوّي للمصحة ودلفت مكتبي المؤقت عندما أخبرني أحدهم بأن الدكتور سكارتر يريدني، لا أعلم لماذا.
"تبدين متغيرة، هل هناك شيء ما؟" نبرته رزينة تصدر من عمق صدره، عينيه كانتا عليّ يمعن النظر إليّ وهذا جعلني أهرب بعيدا بعيناي عنه، إبتلعت بخفة أبتسم له "لا يوجد أي شيء"
"جاك" هو قال اسمي بمغزى يجعلني أرفع ناظراي لمواجهته، أمال رأسه يتقدم على مكتبه ويضع كلتا يديه فوق سطحه، إبتسم بدفئ يتابع "إن كان للأمر علاقة بالملف الذي تعملين عليه فيمكنني أن––"
"لا أبدا" قلتُ بإصرار أمنعه من متابعة جملته وأراه يرمش بضع لحظات يحدق بي، أنا إبتسمت له ببلاهة أحاول ألا أبدو بالمنظر الذي لا أريد أن أبدو عليه. "إذا كيف تجري الأمور مع برنامجك؟ كيف تجري مع آدم؟" ضممتُ شفاهي معا أحاول ان أبدو هادئة "إنه جيد، أنهيتُ أول ثلاثة أيام منه على نحو جيد"
كان معي حق، لقد انتهت تلك الأيام على نحو جيد للغاية بالفعل، بغض النظر عن كل ما حصل فقد استطعت التقرب من آدم وهذا سيساعدني كثيرا في الأيام القادمة لأجل نجاح برنامجي وعلاج آدم.
"حقا؟ هل وجده هو جيد أيضا؟" سألني يلعب بالقلم الجاف بين أصابعه يجعلني أهزّ رأسي "نعم، أخبرتك بأني سأستطيع التعامل مع هذا، سأبدأ أول جلساتي معه اليوم، بعد––" توقف أنظر لساعة معصمي وتابعت "ساعتين"
"إذا لم أخطئ في إختيارك" هو قال بنبرة فخورة يرسم إبتسامة متسعة ويتابع "لقد إستطعتِ تحقيق ما لم أحققه في أشهر، أنتِ فعلتها في ثلاثة أيام! أعني تعلمين––آدم"
"أعلم عمي" بترتُ جملته أهز رأسي بإبتسامة، "وسأبذل جهدي لتحقيق أكثر من ذلك"
"أتمنى هذا" هو أومأ لي بتفهم، يأخذ بضع لحظات للتفكير ينظر إلى أصابعه التي تلعب بالقلم، مدّ شفتيه يلوي جانبها ويتحدث بصوت هادئ، رزين "هل إتصلت بوالديكِ؟ هما مشتاقان لكِ كثيرا" افترقت شفاهي أشعر بثقل شديد ينزل على صدري، ولقد عرفتُ السبب جيدا.
الحديث عن أوليفر هذا الصباح جذب لي كل الذكريات المحتواة في منزلنا، تلك التي أردتها أن تكون سعيدة.
"كلّمتُ أمي" هززتُ رأسي أبتسم بهدوء، "ماذا عن والدكِ؟"
"سأزورهما في نهاية هذا الأسبوع" قضمتُ باطن وجنتي، أنظر في أعلى زاوية المكتب أشعر بنظراته عليّ، أصدر همهمة خفيفة ينظف حلقه ويأخذ ثواني قبل أن ينطق "حسنا، أعتقد أن هذا هو كل شيء، يمكنكِ المغادرة" هو انهى جملته يجعلني انظر إليه لبرهة أفرق شفاهي وأرمش عدة مرات، رفع أحد حاجبيه بتساؤل عندما رأى الطريقة التي أحدق بها يجعلني أحمحم "ألهذا طلبتني؟"
أنت تقرأ
آدم
Romance"نحن ننتمي لبعضنا فحسب، لا حاجة ليحتوينا العالم" __________________ انقلبت حياة آدم بين ليلة وضحاها عندما انتحرت والدته ورحلت تاركة خلفها فوضى كبيرة كان عليه تنظيفها لوحده. جاكلين سكارتر خريجة طب النفس الحديثة التي يتم تعيينها كَطبيبة نفسية مختصة بم...