2- اليوم الأول

72.6K 3.5K 1.6K
                                    

"لأني لا أهتم عندما أكون مع حبيبتي، كل الأشياء السيئة تختفي...."

صوت الأغنية المرتفع داخل السيارة اختلط مع غناء جيمي بجانبي، تهزّ شعرها الفوضوي الأسود وترفع صوتها مع كل كلمة تغنيها، يداها على المقود وعيناها على الطريق، بدت سعيدة ونشيطة كعادتها.

زفرتُ بإستسلام أعود بظهري للوراء أرخي رأسي على مسند المقعد المجاور للسائق وأغمض عيناي بينما وجهي يقابل السقف، "توقفي عن الصراخ جيمي"

صوت تصفيق صدر عنها جعلني أفتح عيناي بسرعة "ركزي على القيادة أيتها السافلة" هي ضحكت بصوت عالي، عيناها الواسعتان ضاقتا وكشفت عن أسنانها، ضحكاتها ارتفعت تمسك بالمقود وتضرب كتفي بخفة "ما بكِ؟ استرخي يا فتاة" عقدتُ حاجباي ومددت يدي أقوم بإيقاف الأغنية

"لماذا فعلتِ ذلك؟" هي تذمرت تنظر إليّ بغيظ وإبتسمت أهز رأسي للجانب "لا أحبها" أدرت وجهي للجهة الأخرى ألقي نظرة من النافذة، ما يزال أمامنا عشر دقائق حتى نصل، واللعنة! أنا متوترة.

"ما بكِ جاكي؟" صوت جيمي جعلني أدقّ عنقي ناحيتها، أراها ترمقني بنظرات ودودة ورقيقة، ابتسامة هادئة على شفتيها "فلنتكلم قليلا" طالعتها لبعض الوقت، قيادتها أصبحت أكثر هدوءا وتركيزا، تبادل نظراتها بيني وبين الطريق "هيا جاكي" تنهدتُ بثقل أميل للأمام بجذعي وأضع وجهي بين يداي أشعر بخصلاتي تتدلى من كلاَ جانبيّ "أنا خائفة جيمي، أعني لستُ واثقة"

"بسبب البرنامج؟" صوتها كان هادئا––واثقا؛ رفعتُ وجهي قليلا أرمي لها بنظرة خاطفة وآخذ نفسا سريعا "أجل" هي رفعت أحد حاجبيها ترمقني بنظرة استفهام كأنها تقول لي 'هيا واصلي' بهدوء أطلقتُ نفسا خافتا أتابع كلامي "أخشى أن أفشل"

"ولماذا تفشلين؟ ألستِ واثقة في قدراتك؟" هززتُ رأسي نافية، أقضم باطن وجنتي وأقطب جبيني "في الواقع لستُ واثقة من ردود فعل آدم"

"من آدم؟" زفرتُ بعمق "إنه مريضي" ضحكت بخفة تجعل أنظاري تتركز عليها، وضعت رأسها على المقود لا تتوقف عن الضحك وجسدها يهتز تجعل وجنتاي تحترقان بسبب الغيظ الذي سببته لي للتو، هي كانت ما تزال تضحك بينما تمرّ الثواني تجعلني أزفر بإنزعاج أدحرج عيناي "هل يمكنكِ إخباري بما يضحكك؟" رفعت جانب رأسها عن المقود ترمي لي بنظرة من بين خصلاتها السوداء المتدلية على وجهها، "أعتذر، أنا فقط–––" ضحكت بخفة تتابع "أجد الأمر مضحكا، تخشين فشلك بسبب المريض؟ هل أنتِ على ما يرام جاكي؟" لويتُ شفاهي أبعد بصري عنها وأرميه من زجاج النافذة على المحل الذي توقفنا بجانبه، أسمع قهقهاتها الخافتة بجانبي، عضضتُ شفتي السفلية وارتخت ملامحي "أنتِ فقط لا تفهمين" بمجرد أن أنهيتُ جملتي شعرتُ بذراعها توضع على كتفي، تضغط عليّ بخفة "بالطبع أفهمكِ جاكي، أنتِ فتاة قوية ولديكِ قدرات عالية، أثق بأنكِ ستنجحين" إلتفتّ بسرعة أنظر إليها، إبتسامة بلهاء تشكلت على شفاهي وضحكت هي "أنتِ فقط غبية قليلا" ضربت جبيني تتابع "هيا اذهبي الى ذلك الآدم أو ايا كان اسمه وأرِه بأنك طبيبة حقيقية وستنجحين"

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن