33- الحقيقة التي لا تتغير

34.3K 2.8K 1.7K
                                    

ابتسمتُ أقلب الصور في الألبوم، الصور التي تجمعني بأوليفر، جيمي وماركوس؛ ثم وقعت عيني على تلك الصورة في صيف عام 2014 على الشاطئ؛ كان هناك جميعنا بملابس السباحة، ماركوس يقبّل خدّي وأوليفر يلف أحد ذراعيه حول عنقي بينما الأخرى حول عنق جيمي، إبتسامات مشعة كانت تصدر عن وجوهنا جميعا، كنا فقط نبتسم بإتساع، وأعتقد أني أتذكر أننا صرخنا معا بكلمة 'سلطعون' حينما إلتقط لنا ذلك الغريب الصورة بعدما طلبنا منه.

كم اشتقت لتلك الأيام! لماذا لا نعود فقط لما كنا عليه؟

زفرتُ بخفة ما أزال محافظة على تلك الإبتسامة ثم قلبتُ صفحة أخرى، في حديقة منزلنا عندما كنتُ طفلة صغيرة أجلس على الأرض وأوليفر الرضيع في حضني، نبتسم للكاميرا بدفئ.

تبا، تبا تبا! الماضي يؤلم جدا، يؤلم للحد الذي يجعلني أشعر بشيء يحرق حلقي.

أغلقتُ الألبوم أنهض عن سريري وأسير ذهابا وعودة في غرفتي، مررت يدي في خصلاتي أتفقد الساعة كل خمسة ثواني، كانت الثامنة مساءا ولم أذهب للعمل اليوم.

إلتقطت هاتفي من فوق المنضدة المجاورة لسريري، فتحته وفتحت تطبيق المكالمات أعض شفتي بقوة للدرجة التي تجعلني أراهن أنها تنزف، أصبعي ظل معلقا في الهواء لبعض الوقت ريثما أطالع إسم آدم، إحتجتُ للحديث إلى أحدهم وهذا الأحدهم كان آدم.

آدم يفهم، آدم يستطيع تقديم أغنية، آدم كذلك يستطيع فقط أن يقود بسرعة بينما العالم يحترق وينقلب رأسا على عقب، وهذا ما أثبته لي في الأيام التي عرفته فيها.

كنتُ المعنية بعلاجه لكنه كان كأنه هو من يعالجني، القوة التي رأيتها به، جعلتني أدرك الكثير وأتعلم الكثير أيضا.

والآن أنا فقط–––أفتقد وجوده.

لقد مضى أسبوع منذ آخر مرة رأيته فيه، ثم بعد ذلك إختفى؛ لا شيء كأنه غير موجود.

اتصلت به عشرات المرات ولكن لا شيء، هاتفه مغلق، ذهبت إلى شقته لكن لم يفتح أي أحد لي، المرآب مغلق طوال هذه الأيام، إتصلت بدايتو وكل مكالماتي ذهبت إلى البريد الصوتي، سألت كاتي عن مكان شقة الياباني وهو أيضا لم يكن هنا، ما أثار قلقها هي كذلك.

مايسون ودايف أيضا إختفيا، وطبقا لما قالته كاتي فلا أحد منهم ظهر في تلك الشوارع ولا حتى في السباقات.

والآن أنا فقط هنا في شقتي أنسج آلاف السيناريوهات عمّ يكون قد حصل لهم، الرفاق الأربعة اختفوا كأنهم تبخروا ولا أحد رآهم مؤخرا، هذا يثير قلقي ويجعلني أشعر بألم في معدتي.

"مرة أخرى فحسب" خاطبتُ نفسي وضغطت زر الإتصال أحمل بداخلي أملا خافتا بأنه قد يردّ وبأني سأسمع صوته، لكن مرة أخرى–––

'هاتف مراسلكم مغلق او خارج نطاق التغطية'

العبارة نفسها التي ظلت تتكرر طوال الأيام الماضية جعلتني ألعن بصوت مرتفع وأرمي الهاتف بغضب على سريري لينط منه على الوسادة، أطلقتُ نفسا قويا أرمي بثقلي على السرير وأغلق عيناي بينما وجهي يقابل السقف ويدي فوق بطني تقبض على قميصي، ساقاي خارج السرير.

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن