آدم

25- لحظة الإنهيار

"هل ستتسابق؟" رميتُ سؤالي أقوم بفكّ حزام الأمان بينما أنظر إلى آدم الذي كان يستعد للترجل من السيارة، عينيه كانتا للأمام يحدّق بالحشد في الشارع، أصوات الصخب والموسيقى كانت تصل لأسماعنا، ضغط فكّه ما يزال مبقيا أحد ذراعيه على السيارة، هزّ رأسه وعينيه تتابعان أحدهم، أدرتُ عنقي بطريقة لا إرادية إلى حيث كان ينظر، أراها هي–––تلك الفتاة، أوبري.

ابتلعت أعيد بصري بإتجاهه أرى عيونه المحتدة، هو زم شفاهه يتابعها بينما تسير مع مجموعة من الفتيات، تضحك بقوة وتحمل في يدها زجاجة خمر صغيرة، ترتدي فستان أسود لامع يعانق جسدها المثالي، راقبها حتى اختفت بين الحشود، ثم أخيرا أطلق تنهيدة "لن أتسابق"

"هل كل شيء على ما يرام؟" صوتي خرج خافتا بينما أحاول ألا أبدي قلقي؛ هو إبتسم بخفة ينظر إليّ وأخيرا إنعقدت عسليتاه بعيناي يطالعني "بالطبع كل شيء على ما يرام، فلننزل" رمى كلماته يفتح حزام الأمان، ينحني ليفتح خاصتي لأجلي لكنه توقف يرفع بصره إليّ حينما كان مفتوحا، ابتسمت بتوتر أرمش "لا داعي"

"اوه حسنا" هو اومأ يتراجع ويفتح الباب بهدوء، يقف بطوله ويصفعه وراءه بقوة، نزلتُ أنا الأخرى أصفع الباب بهدوء وأسير ناحيته، أطالع الحشود بتعابير قلقة، منذ ما حصل آخر مرة مع دان لم أعد أشعر بالإرتياح لهذه الأماكن، لكن مالعمل؟ لا يمكنني مقاومة التسكع رفقة الأصدقاء.

خاصة أني طبيبة آدم––التي عليها مراقبته.

"تحفظين القواعد صحيح؟" خفّض بصره بإتجاهي يطالعني بإبتسامة جانبية شبه ظاهرة، يجعل عقدة تتشكل بين حاجباي، أرمش بإستفهام وأطالعه "أية قواعد؟" هو ضحك بخفة يمدّ يده ويمسك بمعصمي، أصابعه إلتفت بقوة حولي يحافظ على اللقاء البصري بيننا، عسليتاه لمعتا بنظرة ثاقبة "لا تبتعدي عنّي، مهما حصل"

"أعرف هذا" قلبتُ عيناي أحاول جذب يدي منه "لكن دعني آدم، أنا لستُ طفلة" أبديتُ إنزعاجي بذلك أراه يقلب عينيه ويبتسم "لا تجادلي الآن، أنا أعرف مالأصلح لكِ" انهى كلامه يسير للأمام حيث كان الحشد، يسحبني وراءه بينما يضع يده الأخرى في جيب سترته الجلدية، ابتسمتُ أطالع ظهره، هيئته في الملابس الجلدية وبنطال الجينز الممزق، ثم هناك تلك الجزمة الثقيلة، انتبهتُ الى ملاحظة مهمة، وهي أن آدم لا يرتدي هذا النوع من الملابس إلاّ عندما يذهب للسباقات.

مثير للإهتمام.

أتساءل لماذا؟

مايسون ظهر أمامنا يوجه إبتسامته ناحيتي، "أهلا جاك، متحمسة لجولة أخرى؟"

"لن أتسابق" آدم علق يقلب عينيه ويواصل السير، يجذبني وراءه بطريقة أزعجتني بينما يسير بجانبه مايسون، هو ابتسم ينظر له ويشير إلى نقطة معينة "على ذكر السباق، دايتو شارك وكذلك فين" كلمات مايسون جعلت آدم يقف مكانه فجأة، يطالعه بنظرات مستنكرة "فين؟ لم يخبرني أنه سيشارك"