5- هذه طريقتي

49K 3.5K 818
                                    

"أعلم أمي، لقد مضت مدة طويلة بالفعل" تحدثت بصوت مرتفع أطالع إنعكاسي في المرآة بينما أقوم بتمشيط شعري، صوت أمي على الطرف الآخر صدر من هاتفي الموضوع على السرير، أصدرت همهمة خافتة "كان عليكِ أن تأتي لزيارتنا الأسبوع الماضي، أنتِ تخلفين وعودك جاكي" توقفت حركتي فجأة وارتخى كتفاي أطلق تنهيدة بسيطة وأضع المشط جانبا ريثما أتجه لإلتقاط هاتفي، أوقفت تشغيل مكبر الصوت وقربته من أذني آخذ جلستي على طرف سريري، "أعلم أمي، لكن حقا كان لديّ الكثير لفعله خلال ذلك" صوتي بدى هادئا وبه مسحة من الحزن، أنا حقا لا أحب البقاء بعيدة عن والداي، هذا يزعجني، والأكثر إزعاجا هو إخلاف وعدي بزيارتهما، تبا! أنا أكره هذا.

"أفهم ذلك، لا تلقي اللوم على نفسك" أمي تحدثت بنبرة ليّنة تجعل إبتسامة خافتة ترتسم على شفاهي، "بالإضافة إلى أني كنتُ أمزح فحسب" هي تابعت بصوت مشجع "لقد أخبرني عمّك نيكولاي عن البرنامج الذي تعملين عليه، يبدو أن صغيرتي بدأت تكبر وستصبح طبيبة ناجحة" توردت وجنتاي أشعر بدغدغة خفيفة في صدري تجعلني أبتسم بخجل "حسنا، إنه مجرد برنامج" أمي أصدرت ضحكة خفيفة استمرت لثانية قبل أن تنطق بهدوء، بأكثر نبرة ناعمة "أنا ووالدكِ فخورين جدا بكِ عزيزتي، إعلمي أننا دائما إلى جانبك" كلماتها تسللت بداخلي تبعث شعورا حادا، مثل رغبة عارمة في الإحتضان، إبتلعت بخفة أصنع إبتسامة دافئة على وجهي، "أعلم ذلك أمي" نطقتُ بخفوت أحاول جعل نبرتي أكثر إتزانا وأمي على الطرف الآخر أخذت بضع لحظات صامتة، حمحمت بعد مدة "حسنا، أعتقد أن لديكِ شخصا يحتاج المساعدة، إتصلي بي في وقت لاحق، يوم سعيد"

"شكرا يوم، طاب يومكِ ولا تنسي إخبار أبي أني إشتقتُ إليه كثيرا" هي ضحكت بخفة "سأفعل، بالمناسبة هو قد بدأ يتعلم طريقة تحضير فطيرة التفاح لأجلك، ربما سنرسل لكِ واحدة" كلامها جعلني أضحك أنا الأخرى "أفضل أن نتناولها معا عند زيارتي"

"سنفعل" قالت برقة تجعلني أومئ بخفة؛ "إلى اللقاء حلوتي، إهتمي بنفسك وإبقي بعيدة عن المشاكل" إبتسمتُ بخفة، أحببتُ كون أمي ما تزال تعاملني مثل طفلة صغيرة في الثامنة من عمرها، "سأفعل، إلى اللقاء"

"إلى اللقاء"

أقفلت الخط أطلق تنهيدة طويلة أقوم برمي الهاتف بإهمال بجانبي، عدتُ للوراء أستلقي على السرير وأتمدد، بصري وقع على السقف الأبيض أرمش بضع مرات، اللعنة لقد حدثت الكثير من الأمور في الأيام القليلة الماضية، أمور جيدة وأخرى سيئة، أغمضتُ عيناي أقوم بالضغط على شفتي السفلية حالما تذكرتُ كلمات ماركوس مرة أخرى، شيء ما ضغط على صدري يجعلني أنزعج بشدة، ومضت صورته من ليلة أمس في ذهني، كان هناك يضحك مع رفاقه غير مكترث البتّة، هو عاد فجأة لإظهار مدى شفقته على حالي، كان يعلم أني لم أتخطّ الأمر، أني لم أستطع تخطي حقيقة أننا إنفصلنا وكل تلك الذكريات التي صنعناها معا لم تعد تعني أي شيء، أنا لم أتقبل الأمر في حين هو غادر يرمي الماضي خلف ظهره، وللأسف كنتُ أنا هذا الماضي.

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن