53- مذاق الجحيم

32K 2.3K 2.1K
                                    



_

رفعتُ بصري للأعلى أطالع المبنى العملاق للكنيسة المهجورة، وأخيرا أوقفتُ المحرّك أقوم بركن السيارة وعيوني ما تزال مرمية من النافذة إلى الخارج، أتأمل المكان الذي بالكاد يُرى بوضوح بسبب ظلام الليل.

"هذا هو المكان، صحيح؟" نطقت أدير عنقي للنظر إلى أكيرا الجالس بجانبي، فيما دانيال كان في الخلف مقيّد من معصميه.

أكيرا تحدث ينظر إلى الموقع في هاتفه "أجل، إنه هو"

هززت رأسي بإيماءة صغيرة، أفتح الباب وأترجل من السيارة، أنطق ببرود دون الإلتفات للنظر إلى أي أحد منهما "أحضره وتعال"

الهواء البارد لفحني يجعل قشعريرة تسري على طول جسدي، لذا أدخلتُ يداي في جيوب سترتي، أتأمل الكنيسة المهجورة للمرة الثانية، جلتُ بناظراي بعدها في المكان أرى أننا كنا وسط منطقة غابية خالية.

جذبتُ يدي أنظر إلى ساعة معصمي أجدها تشير إلى الحادية عشر ليلا إلا عشرُ دقائق.

جيد، لم يتبّقَ الكثير حتى تصبح الحادية عشر.

موعد اللقاء.

"هل نتقدم؟" أكيرا وقف بجانبي يمسك بذراع دانيال الذي ظلّ صامتا طوال هذا الوقت، ولم تكن لديّ القدرة للنظر إليه.

ليس والخطة كانت موضوعة من قبل.

"لحظة" قلتُ بهدوء أفتح رسائل دايتو التي وصلت للتو، أقرأ ما كُتِب فيها

[إلى الداخل، سألحق بكم بعد قليل]

ابتسمتُ بخفة أشير بذقني للأمام لأكيرا كي يتقدم "هيا بنا"

"سندخل ذلك المكان؟" دانيال نطق يرمي سؤاله ولم يكن أمامي سوى إصدار إيماءة، أتابع سيري وحذائي الثقيل يدهس كل ما هو موجود على الأرض–––النباتات اليابسة.

"أجل" رميتها دون إهتمام لا ألتفت مطلقا، اسمع أصوات خطوات كل منهما خلفي وأخذتُ أنفاسي أشعر بضرباتي في صدري تضطرب قليلا بمجرّد التفكير في الأمر.

رائحة الأسمنت المختلطة بالخشب القديم هاجمت أنفي بمجرّد تقدمي للدّاخل، ولففتُ ناظراي في المكان أطالع النباتات والفطريات التي ملأت أركان الجدران، المقاعد القديمة والفراغ الكامل.

طالعت المكان أشعر بهيبته كلها تغيب شيئا فشيئا، وإبتلعتُ أحرّك رأسي، أحاول طرد أفكار الجريمة والعقاب، العذاب والثواب، الجنة والجحيم عن ذهني.

ليس الآن آدم.

ليس الآن.

'انا أعيش فقط صديقي، أنا أفعل ما يتطلبه الأمر، سأدع الإله يتكفل بأمر مصيري'

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن