9- زيارة

42.5K 3.3K 2.1K
                                    

"لا أطيق صبرا لنصل إلى هناك"

عبّرتُ عن شعوري بحماس لا أستطيع منع الإبتسامة المتسعة على شفتاي، هواء المساء البارد الصادر من النافذة المفتوحة كان يداعب خصلاتي بينما يقود آدم السيارة بهدوء، عيناه كانتا على الطريق حينما دحرجهما يطلق نفسا خافتا "إنها مجرد زيارة" هو قال بعدم إكتراث يدق بإبهاميه على المقود يجعلني أرمقه للحظات، أهز رأسي نافية وأبتسم بإشراق "في الحقيقة أنا متحمسة لأريك المنزل الذي كبُرت به"

صوتي كان دافئا به نبرة ودودة؛ أدار آدم عنقه ناحيتي يرفع أحد حاجبيه ويبتسم بسخرية "هل أنتِ جادة؟" كلماته جعلتني أعقد حاجباي بإستنكار وهو أصدر تكة بلسانه يضحك بسخرية، ضحكة خافتة "متحمسة لتريني منزلك؟ هل وصلنا تلك المرحلة بالفعل؟"

"مالذي تعنيه؟" تقطيبة ظهرت على جبيني أتابع "نحن أصدقاء، من الجيد دعوة بعضنا إلى منازل بعضنا" هو هز كتفيه يرمي بصره من النافذة بجواره لبرهة ثم يعيده على الطريق أمامه، "لا أعلم جاك، لم يسبق لي مصادقة فتاة من قبل، وأصدقائي لا يدعوني للقاء عائلاتهم لذا..." أمال رأسه بإتجاهي يبتسم ببراءة "يبدو الأمر غريبا بعض الشيء بالنسبة لي حلوتي"

"هل تحب فعل هذا؟" سألتُ بإنزعاج أضع ساقا فوق الأخرى، ذراعاي على صدري وأرمقه بنظرات حادة، آدم توقف بسبب إشارة المرور ورمقني يرفع أحد حاجبيه "فعل ماذا؟"

"إزعاجي وإفساد متعتي"زفرت بضيق عندما وجهتُ له كلماتي وهو أطلق ضحكة خفيفة، "اوه هذا؟ أجل أحبه كثيرا" عبر ساخرا يبتسم لي وقلبتُ عيناي أبعد بصري عنه، "أنت مزعج"

"لا يهمني رأيك" قال يهزّ كتفيه ثم واصل القيادة مجددا عند تغير لون الإشارة، رميتُ له نظرة خاطفة من زاوية عيني أحاول ألا أبتسم لكني فعلتُ رغم ذلك، أجعل منه ينتبه لي، تنهد "لماذا تبتسمين؟"

"ألا يحق لي؟" واجهته بنظراتي وهو ضحك بخفة، "لم أقصد هذا، أعني مالسبب؟" هززتُ رأسي نافية "لا شيء، كنتُ أفكر في أن أبي سيحبك" بمجرد أن أنهيتُ جملتي لاحظتُ إشتداد فكّه وحدة ملامحه، إبتسامتي اختفت تدريجيا أرى النظرات الصادرة عن عينيه، قبضتيه اشتدتا حول المقود وإبتسم بسخرية يخفي كل ذلك التحول، "بدأ الأمر يصبح غريبا جدا جاك، ومن الأفضل ألا نتحدث عن هذا الأمر" أنهى كلماته يجعلني أحدق به بعدم فهم، صوتي كان خافتا عندما نطقت بهدوء "لماذا أنتَ منزعج؟" لسانه لكم باطن وجنته ينظر إليّ بحدة "إسمعي! أنا أعلم جيدا ما تحاولين فعله، إصطحابي إلى منزل عائلتك ومحاولة تغيير وجهة نظري إتجاه العائلة وكل ذلك الهراء، أعلم جيدا آنسة سكارتر" عيناه انتقلتا إلى الطريق يضيف بخفوت "لكني لا آبه البتة، ولا تزيدي الوضع سوءا"

"آدم أنا لا أفعل هذا لمحاولة تغيير وجهة نظرك أو––" بتر جملتي يهتف بصوت مرتفع قليلا، "إذا لماذا تفعلين هذا؟"

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن