21- لستُ آسف

43.6K 3.1K 2.5K
                                    

"حسنا ماذا أيضا؟" خاطبتُ نفسي أسحب ورقة قائمة المشتريات من جيبي وأدفع بالسلة في رواق المعلبات، يدي إمتدت أجذب علبة مربى فراولة وأضيفه إلى السلة قبل أن أواصل دفعها ومتابعة تسوّقي.

كنتُ مبتهجة، خاصة أن لديّ جلسة مع آدم اليوم بعد إنقطاع ثلاثة أيام؛ استفدتُ كثيرا من عمي نيكولاي خلال الوقت الذي قضيته معه في الريف، ناقشنا مسألة البرنامج وآدم، وقد أخبرني بأني أحرز تقدما جيدا، معالجتي لآدم ستسمح لي بالحصول على مكانة جيدة وعمل جيد، وهذا فقط يجعلني أرغب بالطيران.

إبتسمتُ كالبلهاء أقوم بدفع السلة إلى اليمين بعدما وصلتُ قسم المقرمشات، لكني توقفتُ مكاني أرمش عندما لمحتُ دايتو يقف هناك، كان يطالع إثنين من العلب يبدل بصره بينهما، ويبدو كأنه في حيرة من أمره؛ حاجبيه كانا منعقدين، وبدى ظريفا مع خصلاتع السوداء الناعمة والبذلة الرياضية الخضراء الداكنة التي يرتديها.

ابتسمتُ أسير ناحيتيه وأدفع بسلتي بجانبه، هو أدار عنقه للجانب وواجهته بإبتسامة واسعة أميل رأسي "تحتاج مساعدة؟"

"جاكي؟" عيناه ضاقتا بإبتسامة -يابانية- رائعة، يجعلني أفتح ذراعاي وهو عانقني يلفني بين ذراعيه دون أن يضع العلب جانبا، هذا جعلني أضحك بخفة؛ ابتعد قليلا "كيف حالكِ؟ لقد إشتقتُ إليكِ"

"إشتقتُ إليك أيضا، كيف تجري أمورك؟" هو هز كتفيه يمد شفاهه ويرفع كلا حاجبيه "مالذي عليّ قوله؟ دائما في نفس المكان، ما عدى أني أفكر في العودة إلى اليابان" أنهى جملته يدحرج عينيه ويجعل شفاهي تفترق بإندهاش، "لماذا تعود إلى اليابان؟" رميتُ سؤالي أراه يبتسم بسخرية ويزفر "ليس وكأني أريد ذلك" قرّب العلبتين أمامه يطالع كليهما مرة أخرى، ويتابع بشرود "إنها مسألة عائلية، جدّي يريدني أن أعود لأمر ما"

"اوه" نبرتي كانت كمن فهِم للتو، وهو رفع بصره ناحيتي يبتسم برفق ويومئ "دعينا من هذا الموضوع، ماذا لديكِ هنا؟" أخفض بصره إلى سلتي يطالع مشرياتي، يده إمتدت ليمسك بمربى الفراولة وينظر إليه، يضحك بخفة "هذا الشيء كفيل بقتلي"

"ماذا؟" عقدتُ حاجباي بإستنكار، أسمعه يضحك مرة أخرى ويعيد العلبة إلى السلة "لديّ حساسية من الفراولة، وهي نوعا ما––" زم شفاهه يرفع أحد حاجبيه ثم يبتسم "قاتلة"

"جيد أنك أخبرتني، أفضل من أن تموت على يدي في يوم ما" علقتُ أبتسم له وهو ضحك يهزّ رأسه "لا، لا تقلقي، أنا أتخذ إجراءاتي الصحيّة دائما" وضع أحد العلب بين فخذيه يدخل يده في جيب سترته ويسحب حقنه يرفعها لتظهر أمامي، هو لعب بحاجبيه يبتسم "دائما مستعد، في حال تناولتُها عن طريق الخطأ"

"غريزة البقاء" مازحته أستمع لقهقهاته المنخفضة، وجهتُ بصري بعدها ناحية علب المقرمشات آخذ كليهما، أملت رأسي أمط شفاهي "ماذا لدينا هنا؟" دايتو تحرك بجانبي ينظر إليهما بحيرة وكأن المسألة جدية "أريد أن أعرف ما هي أفضل واحدة" كلماته جعلتني ألفّ عنقي ناحيته ببطئ وأبتسم "دايتو؟ لقد جِئتَ إلى الشخص المناسب"

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن