36- تراجيدية

42.4K 2.7K 1.3K
                                    

'الرحلة المتجهة إلى طوكيو ستقلع بعد عشر دقائق، أكرر الرحلة المتجهة إلى طوكيو ستقلع بعد عشر دقائق" تردد صوت أنثوي من مكبرات الصوت يعلم المسافرين لكي يستعدوا.

"حسنا يا رفاق" تفوه دايتو بتلك الكلمات يزمّ شفاهه معا في إبتسامة ظريفة؛ كنا جميعا نقف قبالته وأول من بدأ الحديث كان آدم الذي تقدم ناحيته يفتح ذراعيه وابتسامة هادئة على شفتيه "تعال إلى هنا" أنهى كلماته وكلاهما إحتضن الآخر، دايتو ضرب على ظهره يبتسم وينطق بصوت رزين "ابقَ بعيدا عن المشاكل لحين عودتي" كلماته جعلت الجميع يضحكون بخفة، ثم تقدم دايف يربّت على كتفه بعدما ابتعد دايتو عن آدم، ينظر إليه ويميل رأسه، وبنظرات هادئة متزنة صادرة عن زرقاوتيه تحدث "هل يجب على جدك أن يكون سريعا هكذا؟"

"إنه وغد، صحيح؟" علّق دايتو ممازحا بسخرية ظاهرة ومايسون سار ناحيته يضرب مؤخرة رأسه بالقرب من رقبته، يضيق عينيه ويعقد حاجبيه "احترم عائلتك"

"لسنا جميعا نمتلك عائلة جيدة مثلك مايس" قلب دايتو عينيه ثم ما لبث أن أخذه في حضن أخوي قويّ يربت على ظهره "سأفتقدك حقا يا رجل" تحدث مايسون يفصل العناق ويميل رأسه، يضيف بضيق ويؤشر على دايتو من أعلى لأسفل "هذا الوجه القبيح والسفالة خاصتك، حتى الخصام"

"لن أغيب طويلا لا تقلق" ضحك دايتو ثم عيناه تحولتا مباشرة إلى كاتي التي كانت صامتة طوال الوقت، عيناها تراقبانه بصمت وهو ابتعد عن مايسون يضع حقيبته الرياضية الصغيرة ارضا، يسدد لها نظرة رقيقة صادرة عن تلك العيون الضيقة، شفاهه الرفيعة رسمت ابتسامة دافئة وسار ناحيتها يقف أمامها "سأشتاق إليكِ كيت كات"

"اخرس" قالت تضغط على أسنانها بصوت هامس وتدير وجهها للجانب، تعابير حزينة كانت على وجهها، عيونها الزرقاء الجميلة كانت تحوي نظرات باهتة، ودايتو لم يتردد في رفع ذقنها بأصابعه، يبتسم في وجهها ويهمس بصوت كان مسموعا نسبيا لنا "ما بكِ؟"

"لماذا عليكَ الرحيل؟" قالت بسخط تضغط على أسنانها وابتسامة دايتو اتسعت يمرر نظرة خاطفة علينا جميعا قبل أن يعيد تثبيت بصره على الواقفة أمامه، أمال رأسه وضحك بخفة "آسف، لكني سأفعلها أمام الجميع يا إمرأة" هو أنهى كلماته وأصابعه شدت على فكّ كاتي يقبض عليه ويجذبها ناحيته، وفي اللحظة التالية إلتقط شفاهها بخاصته في قبلة قويّة سحقتهما معا، كاتي لم تردد ولم تتفاجئ وإنما بدون تضييع أي ثانية أخرى هي بادلته متجاوبة مع حركته.

"السافل المحظوظ" تمتم مايسون تحت أنفاسه وابتسم آدم يضرب مؤخرة رأسه؛ ابتسمتُ داخليا على الجميع هنا، رغم أن رحيل دايتو لا يعجبني أنا أيضا.

"تبا! كم كنتُ بحاجة لهذا" دايتو تحدث بأنفاس قوية يبتسم في وجهها وهي أدارت وجهها للجانب تضع خصلة خلف أذنها.

"ستفوتك الرحلة" كان ذلك مايسون الذي نطق بنبرة ضجرة يجعل دايتو يصفع جبينه، يسير ناحيتي ثم بسرعة خاطفة جذبني إليه يمنحني عناقا دافئا، همس في أذني بصوت لم يسمعه سوانا "آدم لا يقبّل أي فتاة جاك؛ عليكِ أن تعرفي هذا" خفق قلبي بقوة وفتحت عيناي أشعر بالدماء تندفع إلى وجهي....إذا هو يعلم.

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن