48- الفوضى والسلام

44.8K 2.5K 2.6K
                                    

_

بعد مرور عشرة أيام.

آدم

أصوات الموسيقى الصاخبة هزت المكان بينما أراقب دايتو  يرتشف من كأس الشامبانيا خاصته، عيونه ملتصقة بفتى الدي جي الأشقر ذا الخصلات الحمراء المصبوغة، يراقبه ويتبع حركاته، يرقص، يغني، يزيد ويرفع مستوى الصوت، يصرخ للجمهور.

حقير صغير، يستمتع بوقته.

أدار عنقه ناحيتي، حيث كنت واقفا عند مدخل الملهى، في ملابس سوداء، بنطال جينز أسود وسترة جلدية سوداء فوق قميص بنفس اللون ذا عنق، حذاء ثقيل أسود، وأعقد ذراعي على صدري في حين أتكئ على الجدار وإحدى ساقاي إليه.

عيونه لاقت خاصتي وأومأ لي بنظرة ذات مغزى لأبادله بأخرى مماثلة أعيد النظر إلى فتى الدي جي، أضيق عيناي وأضغط على أسناني بينما أصابعي تعتصر قبضتي، أحاول الحفاظ على هدوئي كي لا أقف وأتجه صوبه لأدقّ عنقه.

"إنه هو من نبحث عنه" صوت أكيرا، تسلل إلى مسامعي، في حين وقف بجانبي، عينيه تراقبان الفتى ويضيف بهدوء "دين كلارك"

دين كلارك، أجل.

"أنت لم تحضر الرجال" قلتُ بهدوء لا أبعد عيناي عن المدعو دين، في حين أكيرا نظر إليّ، ينظف حلقه ويرد "كلا، مالممتع في الأمر؟"

بالطبع. مالممتع في الأمر؟ أومأت له فحسب دون أن أرد بأية كلمة وهو تحدث "سأذهب إلى داي" بتلك الكلمات هو تقدم حيث كان يجلس.

في اللحظة التالية أعين الفتى المدعو دين وقعت على دايتو وأكاد أجزم بأني رأيتهما تتسعان بصدمة، ابتسمت لذلك أرى دايتو يمد يده ويلوّح له.

هذا الوغد.

رأيته ينسحب ويهمس لأحد ما كان معه، قبل أن يبتعد عن المنصة ويختفي عن الأضواء.

وقف أكيرا منتفضا مع دايتو الذي أدار عنقه ناحيتي يجعلني أومئ له أرفع عنق قميصي ليغطي فمي وأنفي قبل أن أغادر للخارج.

أنت لن تهرب أيها الوغد، لن تذهب إلى أي مكان.

سألحق بكَ.

ركضتُ للخارج أمرّ عبر الأشخاص ووجدتُ نفسي في الشارع الرئيسي، مسحتُ المكان بعيناي لكن لا أثر له، تبا! أين يمكن أن يكون قد ذهب؟

مخرج آخر؟ ربما. لكن دايتو وأكيرا كانا خلفه.

كنتُ على وشك العودة للداخل حينما سمعت صوت أحدهم يهتف بغضب "انتبه أيها الوغد"

أدرتُ عنقي ومباشرة وقع بصري على دين، يركض بسرعة ويلتفت للوراء من حين لآخر يرى إن كانا خلفه.

لم يكونا خلفه، أين هما واللعنة؟

"مهلا" صرختُ بقوة أركض إليه وعيونه اتسعت حينما وقع بصره عليّ، شتَم بصوت مرتفع وبهلع واصل الجري يبتعد عن الشارع ويدخل إلى أحد الأزقة القريبة.

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن