آدم

47- إن كان للجحيم طعم فسأجعلهم يتذوقونه

تنبيه:

الفصل يحتوي على بعض الألفاظ السيئة والمشاهد الثقيلة وغير المناسبة والمشاعر القوية لذا نوعا ما هو ثقيل.

استمتعوا على أية حال. ❤️

_

آدم

مرّ يومان، يومان كاملان ونحن ما نزال محتجزين في الزنزانة.

كان صباحا باكرا، باردا وهادئا، مايسون كان مستلقي على السرير الوحيد الموجود في الزنزانة، يطالع السقف بشرود، ملابسه ملطخة بالدم الجاف، دمه––ودم دايف.

دايتو يجلس بجانبي، ظهورنا للجدار، وسيقاننا ممددة، كان يضع رأسه على كتفي ويتنفس بهدوء، سترته وقميصه كانا مرميين على الأرض أمامنا، مملوءين بعصير الفراولة.

لا أصدق أن ذلك الوغد آيس لحق بنا إلى الزنزانة وبصق عليه عصير فراولة، لقد أراد قتله لو لم أتدخل في اللحظة المناسبة وأعطاه مايسون الحقنة. المسكين اضطر لخلع ملابسه المملوءة بها كي لا يتعرض للنوبة مرة أخرى وأعطيته سترتي ليرتديها.

مايسون في حالة يرثى لها هو الآخرى، لم يسلم من مكر اللعين آيس، لم يكن دايتو الوحيد لأنه أحضر جرو صغير وتركه يدخل الزنزانة فقط كي يثير فزعه، ولقد نجح.

لكن أكثر ما قهرني من كل هذا لم يكن سوى علبة غبار دايف، شعرتُ بأن روحي تكسرت ولم أكن الوحيد، دايتو ومايسون تحطما، لقد تجرأ وفعلها، أحرق صديقنا وأحضر لنا غباره.

الساقط.

سأقتله إن وضعوه بين يداي، سأقتله.

"آدم" تحدث دايتو بصوت مبحوح، وأدرت عنقي قليلا كي أنظر إليه، إبتسم ينظر إلى العلبة بين ساقاي، إبتلع وتحركت تفاحة آدم خاصته يتابع "سأذيقهم من نفس الكأس"

أعلم صديقي، أنا أعلم.

نظرتُ إلى العلبة أنا أيضا، ذلك الشيء الصغير به رماد صديقنا، دايف روبنسون الذي لم يكن له أي ذنب، تمنيت لو كنتُ أنا وليس هو. لكن يبدو ان الحياة تصرّ على التصرف بعهر معي وتركي أعيش.

"سأقتلع أطرافه الأربعة" مايسون تحدث بجمود، صوته هو الآخر مبحوح وكلانا نظر إليه، دايتو أبعد رأسه عن كتفي ورأيت الهالات السوداء الداكنة تحت عينيه.

مايسون تابع "لقد قتل دايف" أدار رأسه من حيث كان مستلقي، عيونه البنية قابلتنا يتابع بنبرة مهزوزة "وحرقه، و أحضر رماده" عيونه لمعت وقبضة دايتو إشتدت، بينما يتابع مايسون "والآن هو في مدينة أخرى، ربما في الجهة الأخرى من البلاد، يعيش ويدخّن ويضاجع آلاف الفتيات، و ذلك الآخر أخذ نايومي"

تلك المرة كان أنا من إشتدت قبضته، قلبي ضاق، ضاق بقوة وأحسست بكل نبضة في جسدي، كأن شوكة حادة تخترق منتصف قلبي وتحدث فجوة عظيمة.