51- زيارة الأهل

37.4K 2.4K 2.2K
                                    


 

_

"هذه هي فكرتكِ أمي؟" مططت شفاهي فيما أنظر إلى كاتي الجالسة على طرف السرير ونايومي في حضنها، أستمع إلى كلمات أمي من الجهة الأخرى من الهاتف.

"هذا أفضل ما توصلتُ إليه حتى الآن" تحدّثت هي تتكلم بهدوء، تخيلتها وهي تحرك كتفيها، تجعلني بذلك أتبادل النظرات مع كاتي التي هزت رأسها بإيماءة صغيرة فحسب، تلوّح لي بيدها في متابعة الكلام، وبدلا من ذلك أطلقتُ تنهيدة أشعر بالثقل الذي يعتمر صدري، شيء ما أصبح مفقودا وكأن كل شيء لم يعد كما كان.

أريد من كل شيء أن يعود لسابق عهده فحسب.

"إذا مالذي سأخبره به؟ أبي وأمي يريدان لقاءك؟" قلتُ أسمع قهقهة والدتي من الجهة الأخرى تجعلني أبتسم بخفة على الصوت الناعم الذي خرج عنها، وبذلك هي ردت "لماذا أنتِ متوتّرة؟ قلتِ أنك تعرفين آدم وتثقين به، عزيزتي وأنا أثق بقراركِ"

كاتي ابتسمت بلطف على كلمات والدتي مما جعل تورّد خفيف ينتشر على وجنتاي، في حين تابعت أمي "لا بأس، أخبريه بذلك ولنرى ما سيحصل"

"أخشى أن يعرف بأنني أحاول إبقاءه مشغولا" صوتي كان متذمرا، كئيبا وأمي أطلقت تنهيدة تجيبني "يمكنني مكالمته إن أردتِ"

"لا، قطعا لا" اندفعت بإجابتي وهي قهقهت، لأحمحم بذلك أحاول التفسير "أعني، آدم سيشعر بالتوتر وأخشى أن تفسدي الأمر أمي" أغمضت عيناي في نهاية كلامي بتعب، أسمع تنهيدتها، تطرطق لسانها وتتمتم بهدوء "مهما حصل جاكي، اياك وإخبار والدكِ بالأمر"

صمتت للحظة قبل أن تضيف بتحذير "ولا حتى عمك نيكولاي"

"لماذا؟" رمشتُ رغم معرفتي بالإجابة التي جاءتني من والدتي حينها "الأمر لن يعجب والدك ولا أعتقد أنه سيحافظ على إعجابه بآدم"

"حاضر" تنهدتُ أغمض عيناي مرة أخرى في اللحظة التي صدرت فيها ضحكة صغيرة عن نايومي تجعلني أنظر إليها وأراها تتشبث بكاتي التي تبتسم برقّة، يديها على كتفيها وتشد شعرها كعادتها، ابتسامة تشكلت بشكل لا إرادي على شفاهي، وسمعتُ أمي تتحدث بنعومة "هل هذه أخته؟"

"أجل" رميت إجابتي أتأمل هيئتها، عيونها العسلية الضاحكة، شكلها الصغير والشبه بينها وبينه؛ الأميرة التي مستعد آدم لدفع حياته كاملة ثمنا لأجل خاصتها؛ نايومي ريدكاي.

لا أصدق أنه تحول إلى هذا الشاب لأجلها، التعامل مع أمور أكبر منه وعلاقات أكبر وأكبر.

"لا أطيق صبرا حتى أراها" أمي تحدثت تتذمر مثل طفل صغير تصدر أصوات بكاء مزيفة وتتابع "اوه بحقك جاكي، تحليّ ببعض الشجاعة وأخبريه بأننا نريد لقاءه"

"ماذا لو رفض؟" عضضت شفتي أضغط على الهاتف في يدي فيما الأخرى أشد بها خصلاتي، أسمع قهقهة كاتي تجعل نايومي بدورها تصدر ضحكة بريئة بمجرد رؤية ذلك، وأمي قهقهت أيضا من الجانب الآخر "توقفي عن تعقيد الأمور"

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن