22- إصلاح الأمور

41.9K 3.1K 2.9K
                                    

مالذي يمكن أن يكون أسوء من هذا؟

تنهدتُ بثقل أقلّب الفكرة في عقلي؛ اللعنة! لقد أفسدت الأمر.

مضى أسبوع كامل دون أن يظهر آدم، هو لم يعد يحضر الجلسات ولم يتصل، أشعر بأني إرتكبتُ خطأ فادحا وهذا يضاعف شعوري باللوم والذنب. اوه هذا سيء.

كنتُ أسير في نفس الشارع الذي يكون فيه آدم في العادة، هادئ، صامت، بارد ومملوء بالوجوه السيئة، صوت حذائي الرياضي الخفيف كان يقطع حبال ذلك الصمت، أحاول ألا تقع عيناي في عيون أحد أولائك الفتيان الذين ينظرون إليّ، قلبي إنقبض أركز على خطواتي فحسب.

رميتُ بصري على شاشة هاتفي أرى أن الساعة تشير إلى الثامنة مساءا؛ ملأتُ رئتاي بالهواء أعيد هاتفي إلى حقيبتي، أضغط شفاهي ضد بعضها وأحاول طرد أية أفكار سلبية عن عقلي.

اللعنة! أكاد أنفجر بمجرد تذكري ما حصل آخر مرة، لقد––لقد كان آدم ينفجر، حرفيا.

هل دمّرتُ صداقتي به؟ اوه يا الهي! هل أنا صديقة سيئة؟

سأقتل نفسي على هذا.

لم أكن متأكدة مما أفعله حاليا، لكن يجب عليّ ذلك؛ يجب عليّ الذهاب إلى آدم والحديث معه، سأعتذر أو أخبره بأي شيء، لا يهمني، المهم أني سأخبره بأني أشعر بالذنب.

تبا! التوتر يكاد يفجرني والنظرات حولي تجعلني أشعر بالسوء بشكل أكبر.

"الطبيبة الصغيرة؟" الصوت الذكوري سحبني من أفكاري يجعلني أتوقف حين لمحت سيقان بعض الأشخاص، ثلاثة أشخاص.

رفعتُ بصري ببطئ أصلّي في داخلي ألّا أقع في ورطة؛ وكل شجاعتي تحطمت فجأة عندما لمحتُ الأشقر أمامي، دان.

إبتلعت أشعر بتسارع  ضرباتي، هو كان يقف أمامي برفقة إثنين من أصدقاءه، ثلاثتهم يطالعوني بنظرات––لا تبشّر بالخير أبدا.

"تبحثين عن ريدكاي؟" هو اقترب مني يعقد ذراعيه القويتين على صدره، لاحظتُ أنه كان يرتدي سترة جينز زرقاء ممزقة فوق قميص أسود، وبنطال جينز أزرق، يسير بخطوات بطيئة ناحيتي، يجعلني أعود للوراء وأسدد له نظرات حادّة، أحاول أن أظهر له بأني لستُ خائفة منه.

لكني كنتُ كذلك.

"ابتعد عن طريقي" أطلقتها بصوت حادّ أرمقه بشدة، أراه يبتسم بسخرية ويرفع أحد حاجبيه، يتبادل النظرات مع رفيقيه قبل أن يعيدها إليّ؛ ضحكة خافتة تسللت من بين شفتيه تجعل ناقوس الخطر يدقّ في عقلي، وفجأة بدأت الأفكار السلبية تتدافع بقوة في ذهني بمجرد أن لمحت مجموعة الشباب والفتيان من المدمنين يقتربون حيث كنا نقف، ليراقبوا ما يحصل.

هذا سيء، هذا حقا سيء.

لا يمكن لأحد أن ينقذني الآن، حتى الشرطة.

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن