كنت أحب اسألتك الطفولية ،
وأحبكِ أكثر حين تقتنعين بأجوبتي ،
التي ليس لها أي منطق أو أساس.أذكر حين سألتِني ذات مرة ،
لماذا يصيح الديك عند الفجر ؟
قلت لكِ حينها :__كي يفُيق الشمس بصوته !
قلتِ :
__ولماذا يصيح عند الغروب ؟
قلت لكِ :
__كي ينبئَها بأن موعد نومها قد حان !
وعلى الرغم من أننا كنا نتحدث عبر الهاتف ،
إلا أنني كنت أشعر بكِ وأنتِ تهزين رأسك موافقة ،
على كُل ما أقوله لكِ وكأنك طالبة مجتهدة ،
تأخذ من أستاذتها المراجعة النهائية للامتحان.قلتِ لي :
__لماذا يتوارى القمر خلف السحاب؟
قلت لكِ :
__كي لا يراه أحد وهو يبدل بيجامته !
قُلتِ لي وعلى ماذا يشير شكل الهلال؟
قلت لكِ :
__الهلال هو ابتسامة الفضاء لسكان الأرض !
__وهل هناك مخلوقات في الفضاء؟
__نعم ، أنا من سكان الفضاء !
__ولماذا جئت إلى الأرض ؟
__لأني رأيت في عينيكِ الحياة !
أذكر أني قلت لكِ حين قدمت إليكِ ذلك العقد الذهبي ،
بمناسبة انتقالك في الجامعة من مرحلة إلى مرحلة ،
__البارحة رميت خطافًا إلى أحد النجوم ،
وظللت الليل بطوله أتسلقه ،
وحين أصبحت بمحاذاة القمر ،
تأرجحتُ في السماء حتى قفزت إليه ،
سرقت من طوفه خيطاً وصنعت لكِ به هذا العقد.أذكر بأن الجميع كان يضحك عليكِ ،
حين كنتِ تخبرينهم بقصة صعودي إلى القمر ،
ولكن الجميل في الأمر أنكِ
كنتِ لا تكذبينني
وكنتِ دائماً تصدقين الخبر.عيناكِ درب طويل محفوف بالأنهار والشجر ،
عيناكِ بلاد أخرى على الناظر إليهما أن يردد في قلبه دعاء السفر.

أنت تقرأ
مدينة الحب لا يسكنها العقلاء
Любовные романыلن يفهم سطور هذا الرواية. إلا أولئك الذين قد تجرعوا ذات يوم مرارة الفراق. فإذا كُنت لست منهم ، فإن هذه الرواية لا تعنيك ، اخرج منها فوراً ، وغادر الصفحة بهدوء.