85

143 10 0
                                    

كنت أحب اسألتك الطفولية ،
وأحبكِ أكثر حين تقتنعين بأجوبتي ،
التي ليس لها أي منطق أو أساس.

أذكر حين سألتِني ذات مرة ،
لماذا يصيح الديك عند الفجر ؟
قلت لكِ حينها :

__كي يفُيق الشمس بصوته !
قلتِ :
__ولماذا يصيح عند الغروب ؟
قلت لكِ :
__كي ينبئَها بأن موعد نومها قد حان !
وعلى الرغم من أننا كنا نتحدث عبر الهاتف ،
إلا أنني كنت أشعر بكِ وأنتِ تهزين رأسك موافقة ،
على كُل ما أقوله لكِ وكأنك طالبة مجتهدة ،
تأخذ من أستاذتها المراجعة النهائية للامتحان.

قلتِ لي :
__لماذا يتوارى القمر خلف السحاب؟
قلت لكِ :
__كي لا يراه أحد وهو يبدل بيجامته !
قُلتِ لي وعلى ماذا يشير شكل الهلال؟
قلت لكِ :
__الهلال هو ابتسامة الفضاء لسكان الأرض !
__وهل هناك مخلوقات في الفضاء؟
__نعم ، أنا من سكان الفضاء !
__ولماذا جئت إلى الأرض ؟
__لأني رأيت  في عينيكِ الحياة !
أذكر أني قلت لكِ حين قدمت إليكِ ذلك العقد الذهبي ،
بمناسبة انتقالك في الجامعة من مرحلة إلى مرحلة ،
__البارحة رميت خطافًا إلى أحد النجوم ،
وظللت الليل بطوله أتسلقه ،
وحين أصبحت بمحاذاة القمر ،
تأرجحتُ في السماء حتى قفزت إليه ،
سرقت من طوفه خيطاً وصنعت لكِ به هذا العقد.

أذكر بأن الجميع كان يضحك عليكِ ،
حين كنتِ تخبرينهم بقصة صعودي إلى القمر ،
ولكن الجميل في الأمر أنكِ
كنتِ لا تكذبينني
وكنتِ دائماً تصدقين الخبر.

عيناكِ درب طويل محفوف بالأنهار والشجر ،
عيناكِ بلاد أخرى على الناظر إليهما أن يردد في قلبه دعاء السفر.


مدينة الحب لا يسكنها العقلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن