61

215 16 0
                                    

بت أحرص على أن أكون في كامل أناقتي
عندما أكون مع أصدقائي ،
لأني أعلم أنكِ ستتجسسين علًي من خلف أحد الحيطان المواربة ،
أذكر ذلك اليوم حين سارت فتاة في الشارع ،
كيف دفعتك الغيرة إلى كشف مخبئك ،
والتوجه نحوي بسرعة فتاة رأت أغرابًا يقتربون من مضارب القبيلة.

أذكر حينها كيف أدرتِ وجهي بيديكِ اللامرئيتين إلى الضفة الأخرى ،
وانتظرتِ حتى تتوارى الفتاة من أمامي وأنتِ تصيحين عليها
بصوت غاضب :

'اذهبي ، ولا تعودي للسير من هنا مرة أخرى' 

تسبب صوتكِ الذي لم يسمعه غيري
في إسقاط دمعتين مالحيتين على خدي ،
وقبل أن أرفع يدي لمسحهما كانت يدكِ الحلوة تمسحهما عني.

ثم حين انعطفت الفتاة واطمأن قلبك بأنها ابتعدت
عدتِ إلى مكانك خلف الحائط الموارب ،
لتكملي مهمة التجسس.

مدينة الحب لا يسكنها العقلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن