أخذ نفسًا عميقًا ، أعود مرة أخرى لمشابكة يدي الباردتين ،
أرفع رأسي نحو السماء ، وأردد ترنيمة ذاتها التي رددتها قبل أن
أشرع في الكتابة ،
بنفس الصوت الخافت الذي يشبه ضوء القمر الفضي الناعم الذي لا زال يضيء الأرجاء :'أيتها الأقدار ،
صالحيني لو لمرة ،
فقد اخطأ الفراق بحقي كثيرًا ،
هذا الكتاب رسالة إلى تلك الغائبة ،
تلك التي لم أعد أعلم عن أمرها شيئاً ،
تلك التي ما عاد الوصول إليها ممكنًا ،
يا أيتها الأقدار ،
دعيها تمضِ بمحاذاة هذا الكتاب ،
ودعيها تلتفت إليه ،
دعيها تتعرف على صورتي المطبوعة على غلافه ،
دعيها تُمسك به ،
وتقرأه لتعرف أنها في غيابها كانت دائماً معي ،
وإنني أحببتها ولا أزال وسأظل أحبها إلى الأبد '
أنت تقرأ
مدينة الحب لا يسكنها العقلاء
عاطفيةلن يفهم سطور هذا الرواية. إلا أولئك الذين قد تجرعوا ذات يوم مرارة الفراق. فإذا كُنت لست منهم ، فإن هذه الرواية لا تعنيك ، اخرج منها فوراً ، وغادر الصفحة بهدوء.