في داخلي كهف مظلم ،
تسكنه امرأة نزقة ،
شعثاءُ المنظر ،
تدعى الجدة كرامة ،
نادرًا ما ترضى ،
ودائماً هي غاضبة.عندما تصرخ
تقطع شعرها ،
وتمزق ثيابها.العصا الطويلة لا تفارق يدها ،
تضربني فيها بقسوة ،
حين أسامح من أخطأ في حقي ،
أو حين أقلل يومًا من شأن نفسي ،
هي امرأة مسنة قصيرة ،
ذات مزاج متقلب ،
السيجار البني لا يفارق شفتيها ،
وتحت عينيها ترسم دوائر بنفسجية ،
هي تكره الراحلين ولا تقبل لهم أعذارا ،
وتبصق على وجهي حين تلمحني أبكي على شخص غاب.عندما تنبهت لي وأنا أبكي عليكِ
وقفت تتأملني قليلًا بملامح لا تدل على شيء ،
ثم فجأة
بصقت من شفتيها السيجار ،
وألقت من يدها العصى ،
وحين أصبحت خلفي ،
ربتت بيديها على كتفي ،
وحين التفت إليها ،
والتقت عيني بعينيها ،
لوت شفتها السفلى ،
ودست في منتصف رأسي قبلة ،
ثم همسة لي في أذني
ورائحة السجائر تحرق أنفي :__لا بأس عليك يا طفلي !
أنت تقرأ
مدينة الحب لا يسكنها العقلاء
Romanceلن يفهم سطور هذا الرواية. إلا أولئك الذين قد تجرعوا ذات يوم مرارة الفراق. فإذا كُنت لست منهم ، فإن هذه الرواية لا تعنيك ، اخرج منها فوراً ، وغادر الصفحة بهدوء.