أزور المكان الذي ألتقيتكِ فيه أول مرة ،
أقف على النقطة التي كنت واقفًا عليها ،
حين رأيتُ عينيكِ وخفق قلبي بشدة ،
لم ابتسم لكِ آنذاك ، هل تذكرين ؟
ليس لأني لا أجيد فن الابتسامة ،
بل خشيت أن أفتح فمي ،
فيقفز إليكِ قلبي الذي كان متأهبًا حينها للقفز نحوكِ.لم تكوني غريبة أبدًا ،
حتى في اليوم الأول ،
الذي ألتقيتكِ فيه ،
كنت أشعر بأني
أعرف تينك العينين جيدًا ،
وكأني عشقتهما في أزمة أخرى ،
ربما في عصور ما قبل التاريخ ،
ربما في عصور الوسطى ،
ربما في عصور الظلام ،
ربما في عهد الخلافة الأموية ،
وربما في عصور قادمة لم تأتِ بعد ،
حين نظرت إليكِ أول مرة ،
شعرت بأن العالم كله تواطأ معي كي ألتقي بكِ ،
لماذا أيام الحب تمضي سريعًا ؟
ولماذا أيام الفراق طويلة ،
وتبدو وكأنها لا تريد أن تنتهي أبدًا ؟!رغم أني أعلم بأنه ليس لكِ قرار في هذا الرحيل ،
إلا أنني وبطريقة ما ،
لا أغفر لكِ ،
فليس هناك عذر يبرر الغياب ،
حتى وإن كانت الأسباب واضحة ،
بيد أننا نتظاهر بقبول الأعذار ،
فقط لنُسكت قلوبنا التي ستظل
تبكي إلى الأبد.
أنت تقرأ
مدينة الحب لا يسكنها العقلاء
Romanceلن يفهم سطور هذا الرواية. إلا أولئك الذين قد تجرعوا ذات يوم مرارة الفراق. فإذا كُنت لست منهم ، فإن هذه الرواية لا تعنيك ، اخرج منها فوراً ، وغادر الصفحة بهدوء.