56

244 15 0
                                    

أزور المكان الذي ألتقيتكِ فيه أول مرة ،
أقف على النقطة التي كنت واقفًا عليها ،
حين رأيتُ عينيكِ وخفق قلبي بشدة ،
لم ابتسم لكِ آنذاك ، هل تذكرين ؟
ليس لأني لا أجيد فن الابتسامة ،
بل خشيت أن أفتح فمي ،
فيقفز إليكِ قلبي الذي كان متأهبًا حينها للقفز نحوكِ.

لم تكوني غريبة أبدًا ،
حتى في اليوم الأول ،
الذي ألتقيتكِ فيه ،
كنت أشعر بأني
أعرف تينك العينين جيدًا ،
وكأني عشقتهما في أزمة أخرى ،
ربما في عصور ما قبل التاريخ ،
ربما في عصور الوسطى ،
ربما في عصور الظلام ،
ربما في عهد الخلافة الأموية ،
وربما في عصور قادمة لم تأتِ بعد ،
حين نظرت إليكِ أول مرة ،
شعرت بأن العالم كله تواطأ معي كي ألتقي بكِ ،
لماذا أيام الحب تمضي سريعًا ؟
ولماذا أيام الفراق طويلة ،
وتبدو وكأنها لا تريد أن تنتهي أبدًا ؟!

رغم أني أعلم بأنه ليس لكِ قرار في هذا الرحيل ،
إلا أنني وبطريقة ما ،
لا أغفر لكِ ،
فليس هناك عذر يبرر الغياب ،
حتى وإن كانت الأسباب واضحة ،
بيد أننا نتظاهر بقبول الأعذار ،
فقط لنُسكت قلوبنا التي ستظل
تبكي إلى الأبد.

مدينة الحب لا يسكنها العقلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن