33

487 34 1
                                    


الشوق يجبرني في هذه اللحظة أن أتمنى لو أني كنت نملة ،
تتسلل إلى بيتك ليلًا من غير أن يشعر بها أحد ،
تختبئ خلف عطوركِ بحرفية جاسوس ،
وتراقب وجهك الكسول النائم بحب ،
تتسلقكِ على أطراف قوائمها بمهل ،
من غير أن تحسي بها ،
وتحتضنكِ بلهفة أم التقت بعد زمن  بابنها المفقود.

ثم تتخذ من خزينة  ملابسك مخبأً لها ،
تشير إليكِ من فوق الرف بأحد قرون استشعارها ،
وتقول بفخر لبقية أسراب النمل :

'هذه حبيبتي'

وفقط حين تستشعر بأن هناك من سيتزوجك ،
تلقي بنفسها تحت قدميكِ ،
لتموت قبل أن ترى شخصًا يأخذكِ منها.

قبل عدة أيام مددت يدي ،
نحو الصندوق الخشبي الذي أحتفظ بأشيائك في داخله.

مدينة الحب لا يسكنها العقلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن