28

591 36 1
                                    

تعالي نتخيل...
أنا بعد أربعين عاماً ،
حين أصبح على حافة الستين ،
أتمدد فوق سرير كان من المفترض أن يكون سريركِ ،
غارقاً حتى رأسي في رائحة الشيخوخة ،
أنظر إلى الحائط الذي
عُلقت عليه لوحة زفاف حزينة ،
فيها صورة لشاب كنت أشبهه ،
يقف وقفة جنائزية ،
يمسك بيده اليسرى باقة ورد ذابلة ،
ويصطنع على وجهه ابتسامة باردة ،
ويلقي القبض بيده اليمنى على أصابع امرأة ليست أنتِ.

وحين يؤلمني النظر إلى تلك الصورة ،
انتزع بصري منها ،
وأخذ نفسًا عميقًا ،
ثم أرفع يدي ،
لامسح بها دمعة تزحف على خدٍ جاف.

مدينة الحب لا يسكنها العقلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن